طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون امس كل الاطراف الدولية باتخاذ "الاجراءات اللازمة لوقف فوري للقتل" في سوريا و"اجبار النظام" على تنفيذ تعهداته. وقال غليون في مؤتمر صحافي في اسطنبول "لا يمكن للمجلس الوطني بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري ان يقبل بان يحول النظام مبادرة" الموفد الدولي الخاص كوفي عنان، "الى رخصة جديدة للقتل، ولا ينبغي للمجتمع الدولي ولمنظمة الاممالمتحدة ان يتحولا الى شهود زور على نظام جعل من الخداع والكذب والمراوغة سياسة ومنهج عمل لعقود طويلة". واضاف، بحسب نص وزعه المجلس الوطني عن المؤتمر، "اننا في المجلس الوطني السوري، نؤكد على ضرورة ان تفي جميع الاطراف الدولية والعربية بالتزاماتها وان تتخذ الاجراءات اللازمة للوقف الفوري للقتل واجبار النظام على احترام التزاماته الدولية والعربية". وقال غليون ان النظام السوري لم يحترم المهلة التي انتهت امس وكان يفترض ان يتم خلالها "سحب جميع الاسلحة وقوات القمع من المدن والبلدات السورية"، مضيفا ان "نظام الطغيان مستمر في تصعيد عملياته العسكرية واغراق البلاد في حمامات الدم المتواصلة وحملات التهجير المنظمة في مناطق ادلب وحمص وحلب ودرعا ودير الزور وريف دمشق". واشار الى ان طائرات النظام المروحية "تقصف الى اليوم كفرزيتا في ريف حماة وترتكب المجازر فيها". وقال "اصبح من الواضح للجميع ان النظام لم ولن يفي بالتزاماته الدولية والعربية وهو يسعى الى التملص منها بفرضه شروطا جديدة كل يوم". واضاف "كنا ننتظر من الدول الراعية لهذا النظام المجرم وعلى رأسها روسيا الاتحادية ان تتخذ موقفا واضحا من سياسات التعطيل والمراوغة التي تعتمدها سلطات الحكم الراهن وان تجبره على الوفاء بالتزاماته". الى ذلك دانت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الشروط الجديدة التي وضعتها دمشق لتطبيق خطة عنان معتبرة انها "غير مقبولة" و"غير قابلة للتطبيق". وقالت قضماني خلال مؤتمر صحافي في جنيف "رأينا الاقتراحات الجديدة (الاحد) انها شروط غير مقبولة ولا ارى كيف يمكن ان تكون مقبولة من قبل عنان". وتنص خطة انهاء الازمة في سوريا التي اقترحها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان ووافقت عليها دمشق في الثاني من نيسان/ابريل وصادقت عليها الاممالمتحدة الخميس، على سحب قوات الجيش من المدن الثلاثاء للسماح بوقف تام لاعمال العنف بعد 48 ساعة. لكن النظام السوري طالب الاحد بان تتعهد المعارضة خطيا بوقف كافة اشكال العنف قبل البدء بسحب قواته. وقالت قضماني ان هذه الشروط "غير قابلة للتطبيق" لانها تعني ان على نظام بشار الاسد الاعتراف اولا بهذه المجموعات التي تصفها دمشق ب"الارهابية". واكدت ان المجلس الوطني السوري يتعهد بالاستمرار في التعاون مع بعثة عنان. وقالت ان الكرة باتت اليوم في ملعب النظام السوري. ودانت بشدة ايضا عمليات القمع التي ينفذها النظام منذ صباح الامس منها "تدمير منهجي للمنازل". على صعيد متصل زار عنان امس مخيما للاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا حيث استقبله مئات اللاجئين الذي احتجوا على النظام السوري. وجاءت زيارة عنان مع انتهاء المهلة لانسحاب القوات السورية النظامية من المدن التي تشهد تمردا بعد اكثر من عام على العنف. واحيطت زيارة عنان باجراءات امنية مشددة بعد اصابة ستة سوريين في اطلاق نار من القوات النظامية على الاراضي التركية الاثنين. ولدى وصول عنان الى يايلاداغي اول مخيم تجري اقامته لايواء اللاجئين السوريين في نيسان/ابريل الماضي، استقبله مئات اللاجئين وهم يحملون اعلام "سوريا الجديدة" اضافة الى الاعلام التركية باللونين الاحمر والابيض. وكتب على احدى اللافتات التي حملها عشرات اللاجئين سمح لهم بالخروج من المخيم قبل وصول عنان "الاسد+روسيا=مجزرة". ووصل عنان الى المخيم الواقع في ولاية هاتاي الجنوبية الشرقية بعد عملية مراقبة جوية للحدود قامت بها مروحية. وانتشرت القوات شبه العسكرية وقوات مكافحة الشغب والشرطة الخاصة لتأمين الحماية لعنان، فيما وقفت عربة مدرعة امام المخيم المحصن.