يحير أسطورة كرة القدم الأول وأعظم لاعب في تاريخها دييجو أرماندو مارادونا الرياضيين على وجه الأرض بإصراره على مواصلة ركضه في عالم التدريب رغم الفشل الذريع له، وفي الوقت الذي يؤكدون فيه وطبقا لتجاربه المتعددة أنه ضل الطريق ودلف إلى منزلق لم يكتب له النجاح فيه، يصر بشكل مثير للدهشة على مواصلة القيادة الفنية التي لا يجيدها مع أضعف الفرق في أقل قارات العالم حضورا على المستوى الرياضي، ولا يظهر أنه سيكتفي بالانتكاسات التي تعرض لها بل يبدو أنه يصر على السير نحو محطة جديدة بحسب الأنباء المتواترة التي قد تعيده إلى جادة الصواب أو تكتب النقطة الأخيرة في آخر سطر من حكايته بصفته مدربا. واجتث نادي الوصل الإماراتي، إذا ما صحت الأنباء بإقالته وليس استقالته، كبرياءه الذي ظل عليه بعد أن اكتفى بموسم واحد فقط من عقد مدته عامين ونصف، كان مقررا أن ينتهي في 2013 بقيمة 34 مليون دولار في عامين، طاويا صفحة جديدة بيضاء من الإنجازات في كتابه مدربا، مكتفيا ببلوغه نهائي الأندية الخليجية التي تشارك بها حاليا الأندية الخارجة عن المشاركة في بطولات الاتحاد الآسيوي الرسمية للأندية، وتجرعه خسائر ثقيلة في جميع البطولات الثلاث التي شارك بها مع فرق الدوري الإماراتي، وهو ما يعكس عجزه على النجاح حتى مع الأندية السهلة. وكان مارادونا قد سقط في ثلاث محطات تدريبية مع كل من ديبورتيبو مانديو وراسينج الأرجنتينيين ومنتخب بلاده الذي أقيل منه بعد فشله في بلوغ نصف نهائي المونديال بخسارته المذلة على يد المانشافت الألماني، ليذرف الدموع موهما الجميع بأنها النهاية الأخيرة له مدربا قبل أن يعود ليظهر في منطقة الشرق الأوسط باحثا عن بارقة نجاح مع الوصل وهو ما لم يحدث. وبينما يتناول الإعلام الناقم عليه سرد فشله مدربا وانتهاء نجوميته باعتزاله الكرة لاعبا تروج أنباء قوية وتقارير صحفية أنه قاب قوسين أو أدنى من تدريب فريقه السابق بوكا جونيورز الذي كان الحاضن له لاعبا في آخر محطاته الرياضية في أواخر التسعينيات قبل إعلان اعتزاله، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الأرجنتينية التي ذكرت أن دييجو اقترب من تحقيق حلمه بتدريب بوكا جونيورز وخلافة خوليو سيزار فالتشوني الذي نادت الجماهير بإقالته بعد أن قرر النجم خوان رامون ريكيلمي الرحيل عقب خسارة نهائي كأس ليبرتادوريس أمام كورينثيانز البرازيلي، وإذا ما صحت الأنباء يأمل أنصار النادي الأرجنتيني العريق أن لا يدفن تاريخه كمدرب وأن لا يعتزل ويخلع بردة التدريب من خلاله كما فعلها لاعبا حين كان قميص البوكا آخر قميص لعب به رسميا في ميادين كرة القدم وهو ما يرجحه مراقبون. وبقراءة لواقع الإقالة الأخيرة يبدو أن ثمة اتفاقا خفيا بينه وبين مسئولي الوصل الذين قالوا إن الإقالة من قبلهم وتفهمها مارادونا، إذ لم يتطرق أي منهما للشروط الجزائية وأرادا أن ينفصلا بالتراضي وبالطريقة التي لا تثير الغضب الجماهيري، حيث سبق وأن أعلن الوصلاويون أنهم باقون على العهد بمارادونا مدربا غير أن التغييرات في بوكاجونيورز والتلويحات بالتعاقد مع دييجو تفسر الشكوك حول رحيله المفاجئ. يذكر أن نادي بوكا جونيورز يحمل الرقم القياسي العالمي لعدد البطولات العالمية التي حصل عليها، متفوقا على ريال مدريد، بست بطولات كأس ليبرتادوريس، وثلاث بطولات كأس العالم للأندية و 23 مرة في الدوري الأرجنتيني.