أنهى صلح قبلي في نجران أمس قصاص«العين بالعين»، حافظا لشاب عينه من الإتلاف بموجب حكم شرعي أصدرته محكمة نجران إثر خلاف بين شابين قبل أكثر من ثلاث سنوات انتهى بتلف عين أحدهما. وتقاطرت الجموع الغفيرة أمس منذ الصباح الباكر على قصر مناسبات على طريق الملك عبدالله وسط مدينة نجران، لحضور الصلح بين قبيلة الجاني قبيلة آل العرجاء الوعلة يام، وقبيلة الضحية آل نميس يام، وسط حضور مميز من قبائل يام وهمدان في منطقة نجران، وتواجد أمني مكثف في موقع المنصد وفي الشوارع المؤدية إليه. وطوى الحضور الخلاف باتفاقية تتضمن دفع قبيلة العرجاء يام مبلغا وقدره مليونا ريال نظير التنازل عن القضية وطي صفحة الخلاف التي وقعت قبل ثلاث سنوات، وتم خلالها اعتداء الشاب ظافر عليوي العرجاني، على الشاب مسفر بن خضراء آل نميس، الذي تلقى ضربة في عينه أتلفت على إثرها، فيما أودع الجاني في السجن وصدر بحقه حكم شرعي يقضي بإتلاف عينه. واستطاعت مساعي الشيخ يوسف عبدالله آل شريان تقريب وجهات النظر وإنهاء الخلاف بالصلح القبلي المتعارف عليه بجهود من أعضاء الصلح وهم : حمد عومان آل منجم ومنصور علي المكرمي وعبدالله الحوالي آل منصور. وفي المنصد القبلي أقبلت قبيلة آل العرجاء على قبيلة آل نميس يتقدمهم منسق الصلح بين الطرفين الشيخ يوسف عبدالله آل شريان والشيخ مانع عليوي آل العرجاء وأعضاء الصلح وعدد من أبناء قبيلة آل العرجاء يام لطلب العفو من قبيلة آل نميس عن ابنهم ظافر مصطحبين معهم عشرين خروفا وقعودين، حيث أقبلوا بشكل جماعي، يرددون أبياتا من الشعر والمعروفة بالزامل تنص على عدم رضاهم بما حدث لابن قبيلة آل نميس . وكان في استقبالهم قبيلة آل نميس يام وجموع غفيرة من قبائلها بني سلمان يتقدمهم الشيخ صالح محمد دهيمه آل نميس ومهدي محمد خضراء آل نميس والشيخ محمد بن حمد القحص آل هتيلة، حيث رحبوا بقبيلة آل العرجاء ومن حضروا معهم لهدف رضاهم. وأكد الشيخ مانع عليوي آل العرجاء: «والله لا نعلم بما حدث لابنكم وحضرنا لرضاكم وأنتم حكمتم علينا بمليونين وخمسمائة ألف ريال وتنازلتم عن خمسمائة ألف ريال وحملنا مليوني ريال وحرر فيها شيك بالمبلغ المتفق عليه، ووضع مع المعاملة ومن غلاكم حضرنا اليوم لطلب العفو ومعنا عشرين خروف وقعودين». ثم رد عليه ممثل قبيلة آل نميس مهدي محمد خضراء آل نميس مرحبا بالجميع، مستهلا بالقول: «الله يحفظ ولاة أمرنا ويصلح بطانتهم ويحفظ أمن بلادنا من شر العابثين والحاقدين»، مرحباً بالجميع ومثمنا جهود الشيخ يوسف آل شريان وأعضاء الصلح في حل القضية وسد الخلاف الذي وقع بين القبيلتين، بدفع مبلغ وقدره مليونان وخمسمائة ألف ريال: «حيث أسقطنا خمسمائة ألف ريال من غلاكم وغلا المصلحين في القضية، أما المبلغ اثنين مليون ريال لا يساوي قيمة عين ابننا، ولكن حتى نطوي الخلاف ونسد أفواه المتشدقين بالحديث عن الحادثة، كما نطلب منكم أيضاً ما دمتم حاضرين لرضانا وسد الخلاف في حكمنا ورضانا، فعليكم أن تحفلون باليمين المغلظة بأنكم لا تعلمون بما حدث لابننا»، رافضاً باسم قبيلة آل نميس يام استقبال العشرين خروفا والقعودين، مشيرا إلى دعوة الحضور لتناول الغداء تقديرا للمعزة والمحبة التي بين القبائل من قديم . ثم تدخل الشيخ محمد بن حمد القحص آل هتيلة طالباً قبيلة آل نميس بأن تعفي قبيلة آل العرجاء من القسم باليمين، رامياً شماغه، حيث قام الحضور برمي عقلهم وغترهم تلبية للطلب وإسقاط اليمين المغلظة وإعفاء قبيلة آل العرجاء من القسم، حيث رحبت قبيلة آل نميس وتنازلت عن طلبها، لترتفع أصوات التكبير والتهليل من الحضور، مرددين بيض الله وجيه آل نميس وقبائلهم بني سلمان على موقفهم المشرف، ليسارع شاب من أبناء قبيلة آل العرجاء سور القصر ويضع فوقه الراية البيضاء لقبيلة آل نميس. ثم قام الشيخ يوسف عبدالله آل شريان والشيخ محمد حمد القحص آل هتيلة وحمد عومان آل منجم في إعداد قرارات تنازل قبيلة آل نميس عن القضية باعتبار أن القضية منتهية بالصلح القبلي. وأوضح الشيخ يوسف عبدالله آل شريان الذي كان له دور في تقريب وجهات النظر وسد الخلاف حرص القيادة في هذا الوطن المعطاء ودعوتها الجميع للتكاتف والتسامح وإصلاح بين ذات البين، مثمنا جهود فضيلة القاضي ناظر القضية في إعطائهم الوقت الكافي في تقريب وجهات النظر وسد الخلاف.