أوضح كمال شقيق السفير السوري في العراق نواف الفارس في تصريح ل «عكاظ» أمس أن شقيقه أبلغهم قبل ساعة واحدة من تداول خبر انشقاقه أنه اتجه إلى كردستان العراق وتحديدا أربيل تلبية لدعوة خاصة من رئيس الإقليم، «وحين وصوله إلى هناك انقطعت وسائل الاتصال مع شقيقي ليتبين فيما بعد أنه أعلن انشقاقه». وقال كمال إنه حتى الآن لم نتمكن من الاتصال بالسفير نواف، موضحا أن نواف غادر إلى العراق منذ شهر مصطحبا أسرته معه. من جهة أخرى، أفادت مصادر عشائرية من مدينة البوكمال مسقط رأس السفير ل «عكاظ» أن الفارس، كان يعد لهذا الانشقاق منذ نحو شهر، مرجحا أن تكون الحملة العسكرية التي يشنها النظام على دير الزور سببا في هذا الانشقاق. وأكدت المصادر ذات الصلة الوثيقة بالسفير، أنه جرى ترتيب إرسال أفراد العائلة إلى خارج العراق قبل إعلان الانشقاق، إذ توجه نجله أيهم إلى الأردن، فيما يتوقع أن تكون بقية العائلة في إحدى الدول الخليجية. واستبعدت المصادر أن يكون السفير المنشق ما زال في أربيل، مشيرا إلى أن تركيا هي الوجهة المحتملة للسفير. ويعتبر العميد نواف عبود الفارس الجراح من عشيرة الدميم، وهي جزء من قبيلة العكيدات العريقة في الشرق السوري، إذ تنتشر على ضفاف نهر الفرات في مدينة البوكمال حتى بغداد، من أكثر ضباط الأمن خبرة في مكافحة الإرهاب، فضلا عن كونه شخصية مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد. كما أنه بعثي عريق ذو علاقات وثيقة بالقيادات الأمنية. إضافة إلى أنه شخصية محكنة ذو صلات قوية مع شيوخ عشائر العراق وسوريا. وكان مرشحا أن يتسلم الفارس وزارة الداخلية في أول تشكيل حكومي بعد إقالة محمد ناجي عطري، إلا أنها آلت إلى محمد الشعار. وتدرج السفير في المناصب بعد تخرجه في كلية الحقوق، وقبل تعيينه سفيرا للنظام في العام 2008 تولى عدة مهام حيث عين أمينا لفرع الحزب في دير الزور في الفترة من عام 1994 إلى عام 1998 ثم محافظا لمدينة اللاذقية بين عامي 1998 و2000 ومن ثم محافظا لإدلب من عام 2000 إلى 2002 وأخيراً محافظاً للقنيطرة عام 2002.