أصبحت الصحافة السعودية لها عادات وتقاليد سنوية منها الكتابة السنوية عن ..[ التسول ].. الذي يزيد حجمه بصورة مفجعة ويرتفع سقف المتسولين في شوارع المدن وخاصة في مكةالمكرمة بأشهر المواسم الدينية وخاصة موسم رمضان. ان ظاهرة التسول تسيء لسمعة بلادنا ومكانتها دوليا. يظن الكثير من الزوار والمعتمرين والحجاج انه من السعوديين. والحقيقة غير ذلك صحيح ان من بينهم سعوديين. ولكن نسبة الأجانب عالية جدا. التسول في مكةالمكرمة مقلق ومزعج ولا أبالغ حين اقول انه مفجع ويتسبب في عرقلة حركة السير المرورية ويتسبب في حوادث دهس والمؤسف ان الجهات الحكومية المختصة عن التسول لا تعمل الا في اوقات الدوام الحكومي ويعرف المتسولون متى اوقات عملهم. فيمارسون التسول في أوقات الراحة. وكل الظواهر الاجتماعية ثم تطور في معالجتها ومكافحتها الا ظاهرة التسول لم يطرأ على معالجتها ومكافحتها أي نوع، بل ان اوضاعها في ازدياد مستمر وبمواقع مهمة للغاية لأنه ينظم عبر تشكيل عصابي منظم، وكأن المسؤولين بوزارة الشؤون الاجتماعية لا يرون ذلك. وأزعم ان الحل والعلاج ممكن وسهل وفي أيدي إمارة المنطقة وذلك بتشكيل فرق عمل مكونة من عدد من الجهات المختصة بالتسول والتابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وإمارة المنطقة والجهات الامنية مثل الشرطة وقوات الطوارئ وقوات المجاهدين. ونشرهم بتنظيم وتخطيط جغرافي واجتماعي وسكاني بحيث تشمل كل الميادين الرئيسية والشوارع العامة وعند المراكز التجارية وغيرها من مولدات الحركة الاجتماعية ويقع علينا كشعب ان نتعاون مع الجهات الحكومية المختصة بأن نمتنع عن تقديم المال للمتسولين في مثل هذه المواقع التي ذكرتها. لأن المتسولين هم من ذوي العصابات المنظمة التي توزع اعضاءها جغرافيا، ثم يقومون بنقلهم من موقع لآخر كحركة تغير وبحيث لا يلفت اليهم النظر. ان ظاهرة التسول خطيرة ومقلقة ومزعجة لنا جميعا كحكومة وكشعب وكمكانة وسمعة لبلادنا، ارى ضرورة سرعة معالجتها. إن مكانة وسمعة وأهمية مكةالمكرمة رقم صعب جدا، يكفي انها منبع الحضارة والانجاز. فالقادم لها من زائر ومعتمر وحاج يحمل قلبا ووجدانا وشعورا في غاية الرقة يحب كل الناس ولا يريد من يعكر صفوه وطمأنينته. ولا يرغب في العيش خارج هذا الفهم ولا يريد ان يعيش حالة اغتراب مكاني، ولكن اذا صدم بمجاميع كبيرة ومزعجة من المتسولين والشحاذين فهو يغضب من المضايقات الصادرة منهم. فيرحل من بلادنا وهو محمل بصورة غير ايجابية ولا حضارية. لا نريد لبلادنا ان تظهر صورة التجويع لهؤلاء المتسولين. إنها من مشكلات الناس في مكة المزعجة لهم. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. * أديب وكاتب سعودي [email protected] twitter : Drzkutbi