كشفت جولة «عكاظ» على مستشفيات خاصة في محافظة جدة، وجود أزمة حقيقية لحالات مرضية وافدة نقلت عن طريق الهلال الاحمر بعد حوادث او عقب بلاغات طارئة.. بعض الحالات نقلتها سيارات خاصة ولم تتردد طوارئ تلك المستشفيات الخاصة وأقسامها المختلفة في تقديم العلاج الانساني. يتحدث المراقبون ان الحالات المذكورة تعذر نقلها الى المستشفيات الحكومية بسبب عدم وفرة الاسرة فظلت رهينة البقاء في الخاصة لعدة اشهر ما حملها اعباء مالية كبيرة وفواتير باهظة وصلت الى الملايين واعتذرت وزارة الصحة عن سدادها ودفع قيمتها. ورطة العلاج إزاء هذا الحال وجد المريض وأسرته انفسهم في ورطة كبيرة بعد مطالبتهم بسداد قيمة العلاج. المفارقة ان بين الحالات مرضى مجهولون وبعضهم في حالة غاية الحرج لا يفيد معها العلاج. ويقول مدير عام الهلال الاحمر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد الحبشي، ان الهلال الاحمر يتعامل مع الحالات الحرجة دون النظر الى جنسيتها، وحسب النظام المتبع في وزارة الصحة ان الهلال ينقل الحالة الى أقرب مستشفى، سواء كان حكوميا او خاصا. وأضاف ان النظام الاسعافي عند نقل المريض يحتم احالته الى أقرب مستشفى، وتنتهي علاقة الهلال الاحمر بالحالة، ثم تبدأ العلاقة بعد ذلك بين المستشفى ووزارة الصحة، حيث تحدد الصحة الحالات التي تتولى مسؤوليتها ودفع فواتيرها، وحالات أخرى تكون تحت مسوؤلية جهات أخرى. الصحة.. أو التأمين في المقابل، يرى مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود أن نظام وزارة الصحة يكفل العلاج في الحالة الطارئة سواء للمواطن أو المقيم، ففي حال نقل الهلال الأحمر للحالة الحرجة، يؤمن لها سرير في المستشفى الحكومي، وإذا تعذر ذلك تحول إلى المستشفى الخاص، وعليه إخطار الصحة خلال 24 ساعة من وصول الحالة، فإذا كانت الحالة لمواطن تتحمل وزارة الصحة علاجها وإذا كانت الحالة مقيمة فتتحمل شركة التأمين علاجها. وأضاف باداوود أن الحالة الحرجة بعد استقرار وضعها يجري البحث لها مرة عن مكان في المستشفيات الحكومية، وإذا تعذر يستمر علاجها في المستشفى الخاص على حساب وزارة الصحة أو على حساب شركة التأمين. من جانبه، قال رئيس الاطباء في مستشفى خاص الدكتور عمير هاشم، ان تعليمات وزارة الصحة تؤكد على ضرورة استقبال الحالات الطارئة أيا كانت. كما تلتزم بالحالات المنقولة عن طريق الهلال الاحمر او السيارات الخاصة، ويتم بعدها إسعاف الحالات الطارئة وعمل اللازم وإنقاذ المريض ثم يتم استصدار تقرير طبي لمستشفيات وزارة الصحة حسب التعليمات وإمكانية البحث عن نقله، وهذا العمل تقوم به المستشفيات الخاصة على مدار الأيام. عتاب على «الهلال» وانتقد الدكتور عمير طريقة نقل الحالات الحرجة بواسطة الهلال الاحمر، مؤكدا ان كثير من الاسعافات لا تلتزم بخط سيرها لأقرب مستشفى ما يعرض حياة الحالة الحرجة للخطر، وهناك عدم تنسيق مسبق من الهلال الاحمر مع المستشفيات للتأكد من وجود أسرة في الطوارئ وهو الامر الذي يضع قسم الطوارئ في حرج بالغ حيث ان بعض الحالات تستغرق اسابيع من الانتظار داخل الطوارئ، وبعض الحالات يحضرها الهلال الاحمر بناء على رغبة الحالة. وأوضح هاشم ان المريض المواطن تتحمل وزارة الصحة تكاليف علاجه اما الوافد فلا بد من الموافقة على علاجه، فتضطر المستشفيات الخاصة الى مخاطبة قنصلياتهم وقد يتجاوب البعض وتعتذر اخرى ويتحمل المستشفى تكاليف العلاج بمئات الآلاف من الريالات. آلية الإحالة الدكتور احمد عرفان طالب بآلية واضحة لنقل الحالات الحرجة الى طوارئ المستشفيات الخاصة، ومعرفة من يتحمل تكاليف علاج المريض، مؤكدا ان هناك ضغطا وطلبا كبيرا على طوارئ وعيادات المستشفيات الخاصة في جدة ما خلق ازمة أسرة حقيقية داخلها، وعلى الهلال الاحمر التنبه لهذه التطورات وإيجاد آلية والتنسيق المسبق مع المستشفيات لنقل الحالات. وأضاف أن أي مستشفى وأي طبيب عندما تأتي إليه حالة حرجة لا بد أن يتدخل لعلاجها دون النظر الى هويتها او جنسيتها من المبدأ الانساني، لكن وجود آلية معروفة ومحددة بين وزارة الصحة والهلال الاحمر والمستشفيات الخاصة ربما يحل أزمة تكدس مرضى مهملون داخل المستشفيات الخاصة.