عشية الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال المقرر انعقاده في جنيف غدا، تلتئم بالمدينة نفسها اليوم، لجنة تحضيرية على مستوى كبار الموظفين في الدول المشاركة في الاجتماع المخصص لبحث مبادئ الانتقال السياسي في سورية في ضوء وثيقة أعدها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، وتتضمن سلسلة مراحل لعملية انتقالية ديموقراطية تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة. ويشدد عنان في الوثيقة على أنه يعود للشعب السوري أن يحدد مستقبل بلاده. ويطرح فكرة مساعدة دولية مهمة في حال التوصل إلى اتفاق بين السلطة والمعارضة، مطالبا بتحديد مراحل واضحة لا رجوع عنها في العملية الانتقالية وفقا لجدول زمني محدد، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة يمكنها إيجاد بيئة حيادية تشجع العملية الانتقالية، على أن تمارس سلطات تنفيذية حقيقية. وبحسب الوثيقة التي سلمت الى المشاركين في اجتماع جنيف؛ وهم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين)، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، فإن الحكومة السورية المقترحة قد تضم أعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات أخرى غير محددة لكن يستبعد منها اولئك الذين «قد يسيء وجودهم إلى مصداقية العملية الانتقالية ويعرض الاستقرار والمصالحة للخطر». ويرى دبلوماسيون أن هذا البند قد يعني مغادرة الرئيس بشار الأسد السلطة من دون أن تعارض روسيا ذلك. لكن موسكو قللت من إمكانية التوصل إلى اتفاق، إذ قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف أمس أن بلاده «لن تدعم أي حل يفرض من الخارج» وأنه ليس هناك «اي مشروع تمت المصادقة عليه» قبل اجتماع جنيف. من جهته، جدد المجلس الوطني السوري المعارض رفضه «أي حوار أو شراكة» مع نظام الرئيس بشار الأسد، وأي «خطة تجدد شرعية» هذا النظام. ميدانيا، سقط نحو مائة قتيل أمس بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدنا وأحياء مختلفة مع تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. ووقع انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر. وفي الوقت نفسه استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. وقتل 30 شخصا بينهم مقاتل معارض في مدينة دوما ومحيطها في القصف المستمر الذي تستخدم فيه الحوامات والاشتباكات العنيفة المتواصلة، وبين القتلى عائلة من خمسة أفراد بينهم ثلاثة أطفال. كما قتل مواطن جراء القصف على بلدة حمورية في ريف دمشق، وآخر في بلدة عربين، وثالث في في مدينة داريا.