• تتواصل وتتوالى وتتناسخ وتتكاثر عبر عدد من الفضائيات البرامج التي تخوض منافسة في «سلق» أكبر عدد من النجوم، عوضا عن المراحل المتعددة والإجراءات المكثفة، والتمحيص الدقيق والمتعب و«المقادير» المحددة والمشروطة من قبل من كانوا بالأمس هم سادة وأساتذة «مطبخ» النجوم والمسؤولين بتخصص واختصاص عن مستوى «النضج» والجاهزية والقيمة والجودة التي تكون عليها كل «وجبة من النجومية» تخرج من بوابة «الاجتياز»..، كل هذا أصبح من ذلك الماضي الذي ولى بكل ما كان ومن كان معنيا بذلك «التقتير» الممل في تقديم النجوم ومنح النجومية!!! •• ألسنا في زمن «خاطف»، بكل ما هو منه وما فيه؟!، حتى شريط «الكاست» الذي يعد من بقايا عصر ما قبل ال «سيدي»، فيه من صدق وواقعية الماضي ما يستحق التأمل، فدوران الشريط بين «عجلتيه»، يبدي لنا ما يكون عليه الجزء المتبقي في الشريط من حركة يتضاعف تسارعها كلما تناقص هذا الجزء. •• لكن ياترى هل يمكن القبول باستغلال التسارع الزمني لهذه المرحلة، وجعله المشجب الذي يعلق عليه كل خواء وترد وتشويه و...؟! •• وإذا كان هذا الزمن اتسم بالسرعة في تعاقب أوقاته فقد سبقته أزمنة فيها من الظروف والشدائد وشظف العيش وما هو أقسى وأمر، إلا أن كل ذلك لم يمنع مجايلي تلك المراحل الزمنية وتحديدا المرحلة القريبة الماضية من تقديم الإبداع بكل معناه وشواهده في ألوان الفنوان وميادين الفكر والثقافة، فظلت هذه العراقة بإنجازاتها وإعجازاتها لم تستطع أكثر دول العالم تقدما في «أندر» الفنون وأدق العلوم، الوصول إلى فك أسرار بعض هذا الإعجاز على مر عقود السنين، وتعاقب الأجيال حتى أطلت هذه المرحلة الزمنية وعصرها المفعم بكل طفرات العلوم والمعرفة والتطور التقني والإمكانات المادية، إلا أن كل هذا لم ولن يتجاوز حدود كل ما هو شكلي ومادي، أما أن تضمن هذه المرحلة تاريخها أي شيء يذكر من نجوم ونجومية الماضي القريب فلن تجد إلا ما تزامن مع بدايات هذه المرحلة، وتحديدا قبل أن تظهر هذه البرامج المهتمة ب «سلق النجومية» وتفريخ أكبر عدد من «نجوم الليل»، وللمعلومية كنا ونحن أطفال في مدينتي الحبيبة جيزان نشتري ببضعة قروش أعوادا مشابهة لأعواد البخور، ونقوم بإشعالها فتتوهج لثوان ونجري بها فرحا حتى تنطفئ كان يطلق عليها «نجوم الليل». وما نرجوه فقط من هذه البرامج التي لا يقبل بمقيميها حتى «كومبارس» فيما مضى أن تراجع على الأقل مسمياتها إن كانت هي حقا مكتوبة باللغة العربية!! والله من وراء القصد. • تأمل: يازمان العاجيب وش بقى ما ظهر. فاكس 6923348