اعتراني ظهر يوم السبت حزن عميق عند سماعي لخبر وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز حيث كانت وفاته صدمة عميقة لكافة الشعب السعودي ولكنها سنة الحياة وقدرها التي خلقها الله فلا حي سواه.. فرحمه الله لم يكن مجرد قائد بل هو إنسان وموجه ومناصر لسنة نبيه صلوات الله عليه منذ بداية تقلده لوزارة الداخلية مرورا بولاية العهد ظل وفيا بعهده حاميا لتراب وطنه مستأسدا عن حياضه .. نايف القوة والعزة.. نايف الشموخ والهيبة.. نايف الحزم والصفاء.. سيبكيك الوطن كله من أقصى شماله إلى متراميات جنوبه ومن فيافي شرقه إلى سواحل غربه وستنعيك نجد وتتوجع على فراقك الأليم. فكلنا محزونون لرحيل أسد من أسود السنة حيث ناصرها وأدى أمانتها وغرسها في نفوسنا أجمع بدعمه وعطائه وقوة جلده وحنكته.. فإن رحل جسده عن الورى ستبقى سيرته الحسنة وصفاء معدنه حاضرا في نفوسنا ولن تغيب حكمته ومنهجيته عنا سيظل أبيا في قلب كل مواطن ومواطنة، مناضلا بوقاره وحماسيا بصهوته الجامحة. أيها الفارس النبيل.. الشهم الكريم.. مناصر السنة النبوية لن يكون رحيلك وقعا يضعفنا ويجعلنا نتقهقر بل سيزيدنا قوة وبأسا ويجعلنا مثابرين لما كنت ترنو له وتحافظ عليه. لن ننسى مآثرك وتطوى بل ستروى وتسجل بحروف من ذهب، وسنوثقها في عقليات نشئنا، فنقول لهم إن هناك رجلا اسمه نايف حمى الوطن بدينه وعصاميته وشهامته وذاد عنه بكل ما أوتي من عزم وقوة. دعني أرثيه يا قلم .. فمن قرأ سيرته وأمعنها جيدا عرف عن كثب أنها لم تكن مجرد حروف اعتيادية بل جغرافية وطن وحزم ومنطق وعقلانية رائعة ففي قسماته الكريمة كنت أشاهد جبل التوباد، ونخيل الأحساء وصحراء النفوذ وخشوع زوار الحرمين وشموخ عسير .. فبكل رضا بما كتبه ربنا ارفع كلتا يدي وأقول رحمك الله يا نايف.. رحمك الله أيها الأمين المؤتمن. حمد جويبر (جدة)