نعى عدد من الأميرات الأمير نايف بن عبدالعزيز ببالغ الحزن والأسى، وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة طرفة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود: «رحل الأمير نايف بن عبدالعزيز.. الأمن والأمان والأعمال الحسان.. رحل نايف الرمز والقدوة.. رحل نايف الإنسان والبذل والتضحيات.. رحل نايف الحزم والعزم والحكمة واللين والعطف.. رحل نايف بن عبدالعزيز تاركًا وراءه ثروة وطنية وإنسانية فريدة، ستظل تذكرها الأجيال جيلًا بعد آخر، مستلهمين من هذه الشخصية الجامعة حكمتها، ووقارها، ونفاذ بصيرتها». وأضافت: «إن فقيد الأمة والذي حمى الوطن وبذل كل قصارى الجهود في الحفاظ عليه، وتوفير سبل الأمان، والضرب بيد من حديد على كل عابث بأمنه وأمان شعبه ومقدراته، في الوقت الذي كان قريبًا من العلم والعلماء، حريصًا على دعم التعليم العالي والبحث العلمي ليس فقط داخل المملكة، وإنما بتمويله ورعايته للكراسي العلمية في مجال الدراسات الأمنية. كرس حياته في خدمة وطنه والأمة الإسلامية، وتميز بحنكته الصائبة -رحمه الله- في الارتقاء بالدور الأمني والوعي الفكري ومحاربة الفكر الضال، والتطرف والإرهاب وقيادته لإستراتيجيات العمل المؤسسي الإسلامي والوزاري والإغاثي والإعلامي، أعمال تذكر ولا يمكن أن تنسى.. «ان العين لتبكي والقلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونون». أمّا صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن عبدالعزيز آل سعود فأعربت عن عظيم حزنها وألمها برحيل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز، واصفة سموه بأنه خسارة كبيرة للمملكة وللأمتين العربية والإسلامية. واستذكرت الأميرة الجوهرة الأعمال الجليلة والكبيرة التي قام بها سموه -يرحمه الله- في أصعدة عدة أمنية وثقافية وعلمية وإنسانية على مدار عقود من الزمان.. بل إنه -يرحمه الله- رسم منهجًا يحتذى وبرامج أشادت بها الهيئات والمؤسسات العالمية. مضيفة: «لقد كان خبر وفاته صاعقة على الجميع بعد التسليم بقضاء الله وقدره، حيث عمت مشاعر الحزن الشارع السعودي الذي يذكر لسموه -رحمه الله- الكثير من الأعمال الإنسانية والإنجازات العمرانية والتنموية التي حققها في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها». وقالت: «رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز فقد كانت له مواقف لا تنسى، وجهود تذكر ولا تمُحى، فيما يتعلق بحماية أمن وطننا وصد الهجمات الإرهابية عليه، كل ذلك وغيره من الوقوف في وجه التحديات الأمنية من خلال تبني رؤية سارت على خطاها دول كبرى فضلاً عن الدول العربية والإسلامية التي نقل فيها (سموه) إستراتيجية التعامل مع هذه الحركات بالسلاح إلى إستراتيجية التعامل الفكري بتجفيف منابع التطرف والارهاب والعنف، لذلك ظل الملف الأمني السعودي متماسكًا ومتينًا مقارنة بدول أخرى مشابهة». واستطردت: لن نوفيك حقك يا نايف مهما قلنا ولن تعبر الكلمات عمّا في القلوب من ألم جلل وحسرة أليمة.. ولا نملك اليوم الا التوجه الى الله بان يسكنك فسيح الجنان، ويجزيك خير الجزاء على ما قدت لوطنك ومواطنيك، وللعالم العربي والاسلامية.. «إنا لله وإنا إليه راجعون». أمّا الاميرة عبير بنت سلطان بن جبر الرشيد فقالت: «بمباذا ارثيك وكيف! والقلوب تبكيك قبل العيون.. غيّبك الموت فجأة، لتتركنا، نعيش بحزن فراقك، وألم وداعك، رحلت سيدي بعد عمر حافل بالعطاء.. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تقلد كثيرًا من المسؤوليات، كان عبرها قامة سعودية، عربية، إسلامية، خدم أمته، وخدم وطنه بتفانٍ لا يوصف، وإخلاص لا نظير له، واليوم يتوشح الوطن بالسواد، ويخيم الحزن على قلوب أبنائه، حزنًا على وفاته، قاهر الإرهاب، وسادن العقيدة، ولا غرابة أن تدمع لأجله أعين الكبار والصغار، في لحظة لن تمحى من ذاكرة الوطن، وهو يبكي الفارس الفذ نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-». واضافت: «لن ينسى ما قدمه كقائد ملهم، وزعيم كبير، ولن تنسى خصال عُرف بها ولازمت اسمه ومحيّاه، تمتع بالتقوى، وعُرف بالاستقامة، احتفى بكتاب الله وحفظته، وناصر الدين، وعاضد العقيدة، وخدم السنة من خلال جائزته السنوية لحفظ الحديث الشريف، أمّا إنسانيته وأعماله في هذا المجال فهي لا تُحصى فقبل رحيله أمر ووجّه وتابع وقدّم من أعمال الخير الكثير والكثير.. محاسنه لا يمكنني حصرها مهما حاولت، ونبل وعطاء هذا الفقيد تعجز الكلمات أن تسطرها». واشارت الى انه في المجال الأمني حارب التطرف في جانبيه الديني والتغريبي، لإيمانه -رحمه الله- بالوسطية.كانت له من المآثر التي لن ولا تنسى -رحمه الله- أرسى الأمن ووضع قواعده، وحصّن عقول الشباب السعودي، وشهد بإنجازاته العالم داخليًّا وخارجيًّا، كما أن محبته للعلم، دفعته لإنشاء كراسٍ بحثية في مجال السنة، الإرهاب، في الأمن، ممّا يدل على اهتمام هذا القائد، لحماية «الأمن الفكري» لأبناء المملكة، لم يكن همّه «تطبيق العقاب والاكتفاء به» بقدر ما كان يؤمن بمنهج الإصلاح وتقديمه على العقاب لأنه أبقى، ولهذا نجح في القضاء على جذور الإرهاب، وأصبحت المملكة مدرسة لكثير من دول العالم في تجربتها لمعالجة الانحرافات الفكرية ومحاربة الإرهاب. رحم الله نايف بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جنانه. وختمت كلمتها بالتوجه بالعزاء لخادم الحرمين الشريفين، الذي فقد أخوين كانا بجواره أعمدة يتكئ عليهما، راجية أن يلهمه الله سبحانه وتعالى الصبر والسلوان.