امتدت تظاهرات الاحتجاج على إجراءات التقشف وارتفاع أسعار السلع في السودان أمس، في اليوم الثامن لانطلاقتها، إلى خارج العاصمة الخرطوم، لتشمل مدنا عدة. ففي مدينة القضارف تظاهر نحو مائتي شخص قبل أن تفرقهم الشرطة بالهروات. كما لجأت الشرطة لاستخدام القوة لتفريق تظاهرة ضمت 300 شخص في سنار بحسب شهود عيان، فيما تحدث سكان عن تظاهرات مماثلة في ود مدني والأبيض. وفي العاصمة تحولت تظاهرة في جنوبالخرطوم إلى مواجهة، حيث أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين ردوا برشقهم بالحجارة وأحرقوا إطارات السيارات. وطالبت حركة شباب ناشطين تطلق على نفسها اسم (التغيير الآن للسودان) في بيان الحكومة بسحب إجراءات التقشف فورا. واعتبرت تلك الإجراءات «دليلا على عدم التوازن في النفقات لأنها تعطي الأولوية للدفاع والأمن على حساب الخدمات الاجتماعية». وقال لطيف جوزيف صباغ عضو المكتب السياسي لحزب الأمة المعارض إن هذه التظاهرات كانت متوقعة ولا أحد يمكنه تحديد المدى الذي ستصل إليه، لافتا إلى أن حزب الأمة يحاول التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في محاولة لمعالجة المشاكل وتحسين الوضع بشكل سلمي». من جهتها، اعتبرت ولاية الخرطوم في بيان أصدرته أمس الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بمثابة جراحة استهدفت جسد الاقتصاد السوداني وصولا به إلى معالجات ناجعة نحو المعافاة، معترفة بأن الآثار السالبة التي ترتبت على ذلك طالت حياة المواطنين.