اشتبكت قوات الأمن السودانية مع محتجين في الخرطوم أمس في أوسع التظاهرات انتشارا بالعاصمة المثلثة منذ إعلان الحكومة عن إجراءات تقشف قاسية الأسبوع الماضي. واتسع نطاق المظاهرات التي دخلت يومها السادس حيث تجاوزت حدود نشطاء الطلبة وامتدت إلى أحياء عدة كانت هادئة إذ خرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة. ففي أول مظاهرة كبيرة ردد ما بين 400 و500 محتج هتافات أثناء خروجهم من مسجد الإمام عبدالرحمن في ضاحية أم درمان بحسب ما أفاد به ناشطون وشهود عيان. ومع احتشاد قوات الأمن دعا المحتجون الشرطة للانضمام اليهم وهتفوا قائلين «يا بوليس يا بوليس ماهيتك (راتبك) كام ورطل السكر بقا بكام..». وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ثم استخدمت الهراوات في اشتباكها مع المحتجين الذين رشقوها بالحجارة. وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات مماثلة في أحياء بري والخرطوم ثلاثة والديم بوسط العاصمة. وأشعل المحتجون النار في إطارات السيارات بالشوارع وأوقفوا حركة المرور ورشقوا قوات الأمن بالحجارة. كما خرجت مظاهرتان صغيرتان أيضا في ضاحية بحري بشمالي الخرطوم وفرقتهما الشرطة بالهراوات.