•• حضرت خلال هذا الأسبوع مناسبتين عظيمتين إحداهما «وطنية» وكانت بمدينة جدة.. والثانية «روحية» وذلك بمدينة مكةالمكرمة شرفها الله.. •• لكنني لم أتمكن من تحقيق الهدف الذي جئت من أجله لحضور تلكما المناسبتين الكريمتين وذلك بسبب غياب «ثقافة احترام النظام» من جهة.. وافتقار من يقومون بتنظيم مثل هذه المناسبات إلى القدرة على التنظيم.. واللجوء إلى التضييق.. بدلا من التماس المخارج والحلول السهلة.. والسلسة.. تحقيقا للحد المنشود من تطبيق النظام والانضباط دون عناء أو تشكيل أي متاعب لمن حضروا لأداء واجب.. أو للتمتع بحضور مشهد نادر وغير متكرر.. من جهة ثانية. •• ففي الحالة الأولى.. وأقصد بها غياب «ثقافة احترام النظام» يسوؤك أن تجد الناس وإن كان بعضهم على درجة كبيرة من المكانة الاجتماعية والوعي.. وقد تدافعوا بقوة.. في محاولة منهم لتخطي الجميع وصولا إلى بغيتهم.. •• أما في الحالة الثانية.. فإنك تستغرب وتندهش لعقم الحلول والتدابير التي يلجأ إليها من يفترض منهم تنظيم عملية الدخول أو الخروج بانسيابية كافية.. وذلك بتحديد مسار واحد.. رغم توفر أكثر من مدخل ووسيلة وطريق لتنظيم عملية الوصول إلى الهدف المنشود بأعلى درجة من الحيطة والتنظيم وبأقل حد ممكن من العناء والتدافع وفقدان السيطرة على الموقف.. إلى درجة قد تصل إلى حد الاختناق وربما الموت في حالة الحشود الكبيرة بكل تأكيد.. •• يحدث هذا بالرغم من أننا بلد يمتلك خبرة كافية في تنظيم الحشود فما بالك بالمناسبات العادية أو «الطبيعية» التي يتواجد فيها الناس بكثرة.. وذلك يدعو للتساؤل حقا: •• ما الذي يحدث لنا.. حين لا نتمسك بالنظام بالرغم من أن ذلك في صالحنا.. ويوفر علينا الكثير من الجهد ومن الصحة.. ومن الانطباع المؤسف عن هذا السلوك «الفوضوي» غير المقبول؟ •• ثم لماذا نضيق على الناس وعلى أنفسنا عندما نحد من عدد المنافذ.. بالرغم من أن تعددها يوفر درجة أفضل من السيطرة على الموقف.. ومن الأمان.. إذا ما توفر توزع المهام والمسؤوليات بإحكام.. فبدلا من أن يقف (30) جنديا عند منفذ واحد.. لمواجهة هذا التدافع الشديد.. وبالتالي يصعب عليهم تأمين هذا المدخل أو ذاك.. فإن بالإمكان أن نوفر (3) منافذ يقف في كل منفذ منها عشرة من المجندين ويؤدون مهامهم بسلاسة.. ولا يضيقون واسعا.. •• تلك هي قصة وقصة العشرات والمئات مع مثل هذه المشاهد المتكررة.. والمؤسفة.. والمحيرة.. رغم أننا شعب لا ينقصه الوعي.. ورغم أن جنودنا لا ينقصهم التدريب. •• لكن المسألة قبل أن تكون وعيا.. هي في حسن التصرف من عدمه.. والله المستعان. *** ضمير مستتر: [•• حين تحرم من شأن تحبه أو ترغب فيه.. فإنك تشعر بكل حسرات الدنيا.] [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة