السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن التزامات إسرائيل الأممية تجاه الفلسطينيين    روسيا تعلن السيطرة على بلدتين جديدتين في أوكرانيا    توقيع مذكرة تعاون بين النيابة العامة السعودية والأردنية لتعزيز مكافحة الجريمة والإرهاب    المملكة توزع 724 سلة غذائية و724 حقيبة صحية في مدينة سرمدا بمحافظة إدلب    المسعودي يُوقِّع «الاتصال المؤسسي.. المفهوم والاتجاهات الحديثة» في «كتاب جدة»    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    عسير: القبض على مخالفين لنظام الحدود لتهريبهما 15000 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    "مالك الحزين" يتواجد بمحمية الملك سلمان الملكية    صورة الملك تستوقف معتمرا بوسنيا    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    غداً "رينارد" يعقد مؤتمراً صحفياً عن مواجهة الأخضر والبحرين    نائب رئيس نيجيريا يغادر جدة    ولي العهد يجري اتصالاً هاتفياً بملك المغرب للاطمئنان على صحته    الشؤون الإسلامية بجازان تنفذ ورشة عمل بمحافظة صبيا    مدير عام الشؤون الإسلامية في جازان يتفقد مسجد العباسة الأثري بمحافظة أبي عريش    %20 من المستثمرين شاركوا في الاكتتابات العامة بالمملكة    وزارة التعليم تنظم ورشة عمل "المواءمة مع التغيير والتحول في قطاع الخدمات المشتركة" في جازان    تعرف على قائمة المتوجين بلقب كأس الخليج    لدراسة أجندة المرحلة الانتقالية.. سورية على موعد مع حوار وطني شامل    إمام الحرم المكي: الرسل بعثوا دعاة إلى الخير وهداة للبشر    خطيب المسجد النبوي: أعظم وسام يناله المسلم أن يكون أحبّ الناس إلى الله    الدفاع المدني السوري: «تماس كهربائي» أشعل نيران «ملعب حلب»    البدء بأعمال صيانة جسر تقاطع طريق الأمير نايف مع شارع الملك خالد بالدمام ... غدا السبت    (عيد) أفضل حارس للبطولة الخليجية الأولى والثانية    تراجع أسعار الذهب 2596.89 دولارًا للأوقية    الخطوط السعودية ووزارة الإعلام ترفعان مستوى التنسيق والتعاون المشترك    كأس العالم 2034.. السعودية ترسم مستقبل الرياضة والشراكات العالمية    الأندية السعودية.. تألق آسيوي في الملعب والمدرجات    خير جليس يودّع «عروس البحر» بتلويحة «جدّة تقرأ»    رئيسا «الشورى» والبرلمان الباكستاني يبحثان تعزيز التعاون المشترك    لسرعة الفصل في النزاعات الطبية.. وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية    5 إستراتيجيات لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا    دروس قيادية من الرجل الذي سقى الكلب    الحصبة.. فايروس الصغار والكبار    مدربون يصيبون اللاعبين    تقطير البول .. حقيقة أم وهم !    النصر ومعسكر الاتحاد!    التأمين يكسب .. والعميل يخسر    «سكن».. خيرٌ مستدام    تمارا أبو خضرا: إنجاز جديد في عالم ريادة الأعمال والأزياء    إبراهيم فودة.. الحضور والتأثير    رسائل    السعوديون في هيثرو!    25 ألف سعودية يثرين الأسواق الناشئة    مشاعل الشميمري: أول مهندسة في هندسة الصواريخ والمركبات الفضائية في الخليج العربي    استغلال الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي يهدد صحتهم النفسية والاجتماعية    الإخلاء الطبي يشترط التأمين التعاوني للممارسين الصحيين    الدفاع المدني يؤكد ضرورة إطفاء النار الناتجة عن الفحم والحطب قبل النوم    بحضور تركي آل الشيخ ... فيوري وأوسيك يرفعان التحدي قبل النزال التاريخي    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء ينقذ مراجعاً عانى من انسداد الشرايين التاجية    أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة لكن مخاطرها لا تزال قائمة    انفراد العربيّة عن غيرها من لغاتٍ حيّة    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    التجارة تضبط 6 أطنان مواد غذائية منتهية الصلاحية بمستودع في جدة    صحة الحديث وحدها لا تكفي!    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي    د. هلا التويجري خلال الحوار السعودي- الأوروبي: المملكة عززت حقوق الإنسان تجسيداً لرؤيتها 2030    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمن الحج..«التقنية» تسيطر على الحشود
كفاءات أمنية تنشد التطوير و«التضحية» من أجل سلامة ضيوف الرحمن

تمثّل الأجهزة الأمنية في موسم الحج «حجر الزاوية»، ومرتكزا مهماً لكافة الجهود المبذولة من كافة القطاعات ذات العلاقة بما يحقق أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ويضمن عودتهم سالمين غانمين لديارهم.
ويقف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسمو نائب وزير الداخلية، وسمو مساعده للشؤون الأمنية، مع رجال الأمن بكل عزيمة واصرار لتحقيق غاية الأمن في المشاعر المقدسة؛ منذُ وصول ضيوف الرحمن حتى مغادرتهم، وتبقى عزيمة رجال الأمن شامخة وهممهم عالية لخدمتهم وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم..
رجل أمن يرشد أحد الحجاج إلى مقر سكنه في منى
ويبرز قطاع الأمن العام خلال موسم الحج بأجهزته الأمنية من مرورية وجنائية وتنظيمية وفنية وتوعوية في تحمل الشق الأهم من المسؤولية الأمنية، بمشاركة بقية القطاعات الأمنية الأخرى، من خلال رسم الخطط المناسبة في كل موسم، بناءً على ما ينتهي إليه توصيات (سلبيات، إيجابيات) الموسم السابق، حيث تنطلق تلك الخطط بمساراتها ومحاورها نحو التنفيذ الفعلي؛ وفقاً لجدول زمني أُعد مسبقاً روعي فيه أمن وسلامة الحجاج وتمكينهم من أداء فريضتهم بيسر وسهولة. «ندوة الرياض» التقت مع عدد من القيادات الأمنية في الحج، ووقفت خلالها على الخطة الأمنية الشاملة لموسم حج هذا العام، وتعرفت على الكثير من البرامج والخطط التي حملت عنواناً مميزاً وهو «أمن الحجيج وسلامتهم.. مسؤوليتنا فلنعمل على راحتهم»..
خطط طوارئ للتعامل مع المستجدات في جميع المواقع ومراعاة «أدق التفاصيل» لتحقيق النجاح
مركز القيادة والسيطرة
بداية أوضح "اللواء الشهري" أن مهمة العمل خلال موسم الحج تعتمد على تضافر جهود كافة القطاعات الحكومية والأهلية، مشيراً إلى أن مركز القيادة والسيطرة بالأمن العام يعد واحداً من قيادات قوات أمن الحج العاملة لأمن وسلامة ضيوف الرحمن ليؤدوا نسكهم بيسر وسهولة.
وقال:"يعمل المركز في كل عام على استخدام الوسائل التقنية المتطورة لضمان أمن وسلامة وراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، وإن كانت مواسم الحج الماضية قد شهدت إدخال عدة برامج ونظم أمنية حديثة؛ فإن موسم حج هذا العام واصل التطوير والتحديث للكثير من البرامج والخطط الأمنية، ومن ذلك إدخال عدة إضافات كان من أبرزها العمل على زيادة الكاميرات التلفزيونية، حيث تم ربط مركز عمليات قطار المشاعر، إضافة إلى ربط الطابق الخامس من جسر الجمرات والذي يمثّل الطابق الأخير من الجسر، وكلاهما يدخلان مجال الخدمة هذا العام للمرة الأولى بمركز القيادة والسيطرة".
قياس المركبات
وأضاف:"كما تم إدخال برنامج استخدام نظام القياس لمعرفة أعداد المركبات، وهو نظام آلي متطور يعطي متخذ القرار أرقاما إحصائية دقيقة لتحويل الحركة المرورية وتنفيذها، حيث بات بمقدور مركز القيادة والسيطرة الحصول على أدق المعلومات من خلال برنامج التوثيق، وهو برنامج توثيقي يحمل كافة الأحداث والحالات، ويعتمد على التصنيف المكاني والزماني".
حجاج على صعيد عرفات ينعمون بالأمن والطمأنينة
تعاون مستمر
وأشار إلى أن الأبرز في موسم هذا الحج هو خلق حلقات تواصل واتصال مع كافة القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات الحجاج، من خلال عقد العديد من ورش العمل التي يشارك فيها عدد من المسؤولين من قيادة أمن الحج ووزارة الحج وإدارة أمن الحج والعمرة، إلى جانب المسؤولين بمؤسسات الطوافة؛ لبحث الأمور التنسيقية والأمور المكملة لأداء الشعائر والنسك واستيعاب واحتواء الكثير من الملاحظات، ومن ذلك ضرورة التقيد والالتزام من قبل مؤسسات الطوافة بمواعيد التفويج لتحقيق عملية توزيع الكثافة البشرية وفقاً لجدول زمني محدد يبين مستوى الكثافة البشرية والطاقة الاستيعابية لجسر الجمرات في أدواره الخمسة.
وأكد "اللواء الشهري" على أن الأمن العام لم يكن بمنأى عن التواصل والعمل المشترك مع كافة الأجهزة الأمنية أو الخدمية منذ عقود من الزمن؛ لكن العلاقة الآن أصبحت أكثر حرفية ومنهجية وغدت ورش العمل تعطي كافة المواضيع على مدار العام، مبيناً أن موسم الحج لدينا كما يعرف المتابعون يبدأ مع نهاية الموسم الماضي؛ إذ ندخل مع بدء العام الهجري الجديد مرحلة دراسة التقارير والتعرف على الايجابيات المحققة والملاحظات المسجلة؛ لنبدأ معها مرحلة الاستعداد لموسم الحج المقبل.
وقال:"من خلال عمليات التنسيق المشترك التي أضفت على العمل الكثير من الوضوح والشفافية يتم إيجاد السبل لتجهيز وإعداد وتنفيذ الخطط؛ دون أن يكون هناك أي ازدواجية أو تعارض أو تضارب بين خطط كل إدارة وأخرى، ولعل المتابع لخطط وبرامج الأمن العام خلال موسم الحج، يلحظ أنه منذ فترة ولأكثر من ست سنوات أصبحت اللقاءات بين المسؤولين عن خدمات الحجاج مستمرة؛ فخلقت جواً من الاحترام المتبادل للآراء والأفكار المطروحة والتي من خلالها تم العمل على استيعاب واحتواء الملاحظات أولاً بأول، وإيجاد الحلول المشتركة فيما يهم الحاج من الناحية الأمنية والخدمية وانعكاساتها كذلك على تنفيذ الخطط سواءٌ أكانت مرورية أو جنائية أو أمنية بصفة عامة".
اللواء الشهري: إعادة تنظيم مسيرة الحجاج بعد اكتمال جسر الجمرات وخدمة القطار
إدارة أمن الحج والعمرة
وتحدث "العميد د.الخليوي" عن خطط إدارة أمن الحج والعمرة التي ينظر إليها الكثيرون كدائرة متخصصة لخدمات الحج والعمرة وقال:"إن جميع المؤشرات تدل على أن موسم حج هذا العام سيكون موسماً ناجحاً بكل المقاييس، إضافة إلى أن هناك خدمات جديدة ستكون في متناول أيدي الحجاج سواء في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة، كما ستضاعف الخدمات لهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم لأوطانهم سالمين غانمين".
وقال:"إن صدور قرار مجلس الوزراء بفرض عقوبات على السيارات التي تقل أقل من 25 راكباً؛ ستظهر انعكاساته الايجابية على تنظيم وتسهيل عمليه أداء الحجاج لنسكهم ومشاعرهم"، مشيراً إلى أن الأمن العام يسعى إلى وضع العديد من التحديثات لكافة الخطط والبرامج المرورية والأمنية بما يتوافق والمستجدات على أرض الواقع، فمثلاً خطة الأمن العام خلال موسم حج هذا العام ستراعي تطبيق قرار مجلس الوزراء بمنع السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً، إضافة إلى القيام بمهمة تنظيم وإدارة الحشود بقطار المشاعر المقدسة داخل المحطات وجسر الجمرات.
العميد د.الخليوي: قرار منع دخول مركبات 25 راكباً يسهم في تخفيف الازدحام
قطار المشاعر
وأضاف: يتواجد العديد من القيادات الأمنية لتنفيذ خطة الأمن العام، ولكل منهم خطة موضوعة وبرنامج عمل يسيرون عليه من قبل إداراتهم؛ ستكفل بإذن الله توفير كل سبل الراحة والأمان لضيوف الرحمن، موضحاً أن من أبرز المهام التي أنيطت بالأمن العام هذا العام مهمة أمن قطار المشاعر الذي يدخل مجال الخدمة لأول مرة من خلال نقل حجاج الداخل وحجاج بعض دول الخليج العربي حيث سيعمل القطار في خطوته الأولى هذا العام بنسبة 30%.
وأشار إلى عقد العديد من ورش العمل وعمليات التنسيق بين الأمن العام والمسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الحج، حيث إن مثل هذه الإجراءات التنسيقية والتشاورية لازالت مستمرة، فمن خلالها أمكننا التوصل لإجراءات فرز الحجاج واستخدامهم للقطار وكيفية التعامل معه؛ حتى نتوصل إلى طريقة عمل موحدة تؤدي إلى الاستفادة من هذا المشروع الذي يتم تطبيقه في هذا العام للمرة الأولى؛ وقد أعطت ورش العمل هذه نتائج إيجابية ولله الحمد في جميع الأصعدة.
وأكد "العميد د.الخليوي" على وضع جميع الفرضيات والاحتمالات المتوقع حدوثها، وتم تشكيل قوه لإدارة وتنظيم الحشود في محطات القطار بقيادات ميدانية مؤهلة، إضافة إلى وضع برنامج عمل محدد بالتنسيق مع وزارة الحج لضبط عملية تفويج الحجاج من مخيماتهم إلى محطات القطار.
برامج التوعية
وعن البرامج والفعاليات التوعوية والوقائية للحجاج، أوضح "د.العميد المرعول" أن الأمن العام وإن كان في مفهومه جهاز عسكري للضبط والانضباط؛ فهو جهاز إرشادي وتوعوي؛ لذلك يساهم في تنظيم العديد من الحملات التوعية لنقل رسائل إرشادية لضيوف الرحمن.
وقال:"كما لكل قطاع بالأمن العام خطة عمل تدرس وتناقش، ومهمة تنفذ لضمان توفير خدمة أمنية وجيدة لحجاج بيت الله الحرام، فقيادة التوعية والإعلام لها دور كبير أيضاً، حيث يتم إعداد خطة توعوية شاملة يبدأ تنفيذه في شهر رجب، وتشمل بث رسائل توعية حول الإجراءات والتنظيمات المستحدثة كل عام وفي موسم حج هذا العام"، مشيراً إلى أنه مع صدور قرار مجلس الوزراء بمنع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً بدأنا حملتنا التوعوية لإيضاح ايجابيات هذا القرار، من خلال الصحف المحلية، ولازالت الحملة مستمرة، إضافة إلى أن هناك حملات تلفزيونية تبث العديد من المظاهر السلبية في الحج كالافتراش والتدافع.
وأضاف: أن حملاتنا لم تأخذ الأسلوب التقليدي في التوعية، بل أدخلنا أسلوب المقارنة بين الخطأ والصواب في بعض الظواهر التي يقع فيها الحجاج، وقد تم طبع أكثر من 200 ألف مطوية بالصور موجهه للحجاج، إضافة إلى توزيع ملصقات سيتم وضعها داخل حملات الحجاج؛ بهدف دعوة الحجاج لتفادي بعض السلبيات وبعض المظاهر التي تؤدي إلى التدافع مثلاً أثناء السير أو حمل الأمتعة أثناء عمليات الرجم، مشيداً بمساهمة بعض المؤسسات الخيرية في وضع بعض الرسائل التوعوية والإرشادية على العبوات التي توزع للحجاج، ومثل هذه الخطوة تؤكد على أن هناك شراكة توعوية قائمة.
توحيد برامج التوعية
وقال "اللواء الشهري" أن من المؤسف أن معظم القطاعات التي تعمل في الحج لا تبدأ إلاّ عند منتصف شهر ذي القعدة؛ لذا لا بد من توحيد الجهود بالنسبة للتوعية، مطالباً أن تكون هناك لجنة توعوية خاصة بالحج تكون تحت منظومة إمارة منطقة مكة المكرمة، أو لجنة الحج المركزية، بمشاركة كافة القطاعات المعنية بالحج من أجل تحقيق الهدف من التوعية، وهو تغيير السلوك إلى الأفضل.
توعية الحجاج في أوطانهم
وأشار "العميد د. المرعول" إلى ما يتعلق بتوعية الحجاج في أوطانهم، وقال: هذا موضع بحث بين وزارة الداخلية ووزارة الخارجية، ولازال التنسيق قائما بتوجيه سفارات المملكة بالخارج بعملية التوعية للحجاج في أوطانهم، وقد تبنت وزارة الحج هذا الموضوع منذ عامين، ونأمل أن يتم بشكل نضمن من خلاله إيصال رسالة التوعية لكل الحجاج، مبيناً أنه تم التنسيق مع المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام في بث بعض الرسائل التوعوية لعموم الحجاج، خاصة المستفيدين من النقل بواسطة قطار المشاعر المقدسة، حيث أعددنا عددا من الرسائل التي أدخلت ضمن منظومة "الحج عبادة وسلوك حضاري" -التي أطلقتها إمارة منطقة مكة المكرمة.
وأضاف:"كبداية أولى لمرحلة تشغيل قطار المشاعر المقدسة نهتم أولاً بتحديد الفئات التي سيتم استهدافها والتي ستستفيد من التنقل عبر القطار، وهم بعض حجاج الداخل وبعض حجاج دول الخليج والواقعين على نفس المسار في القطار، ولدينا ولله الحمد الإمكانية في بعث رسائل على ضوء المعطيات التي ستحدد بعد التشغيل".
الإعلام الخارجي
وبين "العميد د. المرعول" أن وزارة الثقافة والإعلام عملت على استقطاب رجال الصحافة والإعلام الذين يمثلون الإعلام الخارجي لنقل التوعية للحجاج في أوطانهم، وقال: إن مثل هذا الأمر يتطلب عملا رسميا كبيرا تشارك فيه وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة الحج وزارة الشؤون الإسلامية، معتقداً أن هذا العمل لابد أن يتم ضمن إطار دولي؛ لأن عملية التوعية نبذل فيها الجهد داخل إطارنا المحلي، وخلال السنوات الثلاث الماضية أصبحنا نعتمد على الصور في قضية التوعية؛ لأنها تفهم من الجميع دون أي لغة، وحققت مثل هذه الخطوة نتائج إيجابية خاصة لو نظرنا إلى جانب تعددية اللغات التي كانت تشكل عبئا كبيرا أمامنا.
وأشار إلى أن جميع جهود التوعية التي تبذل لا يمكن أن تحقق أي مردود إيجابي إذا لم يكن هناك عمل مشترك ينظم لمن يريد الحج من السفارات وإعطائه كافة التنظيمات التي تود وزارة الداخلية أن تبعثها للحجاج، فلا اعتقد أن "بروشور" يوزع في الحج أو رسالة عبر التلفزيون ستؤدي الدور المطلوب.
قوات أمن الحرم المكي
وتحدث "العقيد الزهراني" عن خطط وبرامج قيادة قوات أمن الحرم المكي خلال موسم الحج، وقال:"إن خطة قيادة أمن الحرم بدأ تنفيذها مع بداية شهر ذي القعدة، بمشاركة نحو 1600 فرد، و27 ضابطاً، لتنفيذ الخطة التي بدأ العمل بتشغيل مراحلها من 20/11، ففي المرحلة الأولى شارك ما يقارب 600 فرد وستة ضباط تم تكليفهم من شرطة منطقة مكة المكرمة للعمل مع الإدارة بالمحور الأول داخل المسجد الحرام، كما تشارك معنا قوات أمن الحج والعمرة في الوقت الحاضر، وكذلك في المرحلة الثانية التي تبدأ مع دخول شهر ذي الحجة تشارك معنا قوة الطوارئ الخاصة، وفي أيام التشريق تشارك معنا قوة من الجيش والحرس الوطني في الساحات الخارجية، ويكون التنسيق والمتابعة من مركز القيادة والسيطرة بمنى في عملية التفويج من منى إلى الحرم، وفي حالة امتلاء الطواف يبدأ التحويل إلى الدور الأرضي والأروقة وكذلك الدور الثاني وسطح الحرم، ويتم إخراج العربات إلى مسارها في الدول الأول، وفي حالة وجود كثافة يتم تحويلهم إلى السطح، ويمنع نزول العربات إلى صحن المطاف، وتستمر هذه الخطة إلى منتصف شهر ذي الحجة، وبعدها تبدأ المرحلة الأخيرة حتى نهاية الموسم.
وأضاف:"إن كان هناك دور لكل قطاع في التنسيق مع الجهات المشاركة في خدمات الحجاج؛ فان لقيادة أمن الحرم دورها البارز في ذلك، حيث إن هناك برامج تنسيقية مسبقة مع الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبر منظومة عمل مشتركة نعمل من خلالها جميعاً ليكون موسم الحج موسماً ناجحاً بإذن الله "
تفويج الحجاج
وحول التنسيق مع الجهات القطاعات الحكومية فيما يتعلق بالتفويج للمسجد الحرام يوم الإفاضة، أكد "العقيد الزهراني" على أن هذا التنسيق قائم بين مركز القيادة والسيطرة ووزارة الحج لدراسة أعداد الحجاج وتفويجهم بشكل منظم، مشيراً إلى أن هناك إفادة فاعلة من دراسات وأبحاث معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، ولجنة أمن المسجد الحرام والتي يرأسها وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، وأي ملاحظات أو سلبيات تدون، وتتم دراستها، حيث يتم التنسيق مع كافة الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً على الإفادة من الآراء والأفكار والمقترحات من أي جهة مشاركة في خدمة الحجاج.
مؤسسات الطوافة
كما طالب "العقيد الزهراني" بتنسيق مستمر مع مؤسسات الطوافة ومركز القيادة والسيطرة؛ لتحديد الكثافة في صحن الطواف، أو الأدوار العلوية للحرم، وتوجيه الحجاج بعد التنسيق مع مركز القيادة والسيطرة في توجيه الحجاج إلى الأماكن الأقل كثافة في الحرم.
غير أن "اللواء الشهري" أشار إلى أن هناك تنسيقا مع وزارة الحج بالتقيد بخطط التفويج المحددة لمؤسسات الطوافة، وعملية التقيد تتم متابعتها ومراقبتها والتعاون مع كافة الجهات، من خلال عدة أجهزة، بما فيها مركز القيادة والسيطرة، وقيادة تنظيم المشاة، والطوارئ، وأمن قوة الحرم.
خبرة رجال الأمن سهّلت مهمتهم في تنفيذ الخطط وأعينهم ترقب تجربة القطار
تنظيم الحشود
وبيّن "اللواء الشهري" إن وضع المشاعر المقدسة هي حالة فريدة لا توجد في أي مكان في العالم؛ لا من حيث المساحة، ولا الكثافة العددية، ولا الزمان، أو تعدد النسك، أو من سلوكيات الحجاج وتفاوت ثقافاتهم، إلى جانب ما يتطلب ذلك من توفير الخدمات الصحية والأمنية والغذاء والماء والكهرباء والنقل والسكن.
وقال:"رغم كل ذلك فقد نجحنا بامتياز في إدارة هذه الحشود الهائلة خلال مدة زمنية محدودة، وهو ما يصعب تحقيقه في أي مكان من العالم؛ بفضل وجود رجال مخلصين لدينهم ووطنهم وقيادتهم، وأصحاب خبرة متراكمة منذ سنوات مكّنتهم من التعايش والتفاعل والتمثيل كل في موقعه ومسؤولياته، بما يضمن نجاحا كموسم الحج وهو ما سيتحقق هذا العام بإذن الله .
وأكد "العميد الخليوي" على أن خطة تنظيم الحشود في تواصل بين إدارة تنظيم الحشود، وإدارة الحج والعمرة، وبين مركز القيادة والسيطرة، مشيراً إلى أن التركيز مستمر بين هذه القطاعات الثلاثة، وبدعم ومساندة من قوة الطوارئ.
وقال:"إن الخطط موضوعة لكافة الاحتمالات والفرضيات والتوقعات خلال الموسم، كما أن التنسيق قائم بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وهي على أهبة الاستعداد لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن".
قياس الحشود
وقال "اللواء الشهري" إن "هناك إدارة متخصصة لعملية قياس الحشود على مختلف الأدوار في جسر الجمرات، حيث تقوم برصد كافة الحجاج القادمين لكل دور والخارجين منه، وربط مركز عمليات جسر الجمرات مع مركز القيادة والسيطرة، ومن خلالها يتم مراجعة نسب أعداد الحجيج والتي وصلت الدقة فيها إلى (90%) وإعطاء تصور لمتخذ القرار عن حجم الحشود في كل دور؛ حتى يتم السيطرة على الحشود من منبعها في المخيمات، وتوجيهم نحو اتجاهات أخرى؛ لأنه من المعروف في "علم الحشود" أن أسوأ شيء هو إيقاف الحشد، وفي هذا العام بعد إضافة الدور الخامس والأخير لجسر الجمرات، وإضافة القطار أن يتم توزيع جزء كبير من الحشود التي كانت مركزة على الدور الأرضي والدور الأول إلى بقية الأدوار.
واعتبر "العميد الخليوي" أن خروج قرابة (3500) حافلة ووجود القطار سيسهل عملية فك الاختناقات المرورية، كما أن هناك تنسيقا بين المرور ووزارة الحج في ذلك.
منع المركبات حمولة 25 راكباً
وأشار "العميد الخليوي" إلى أن قرار منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً يهدف إلى تخفيف المركبات داخل المشاعر المقدسة، وتخفيف أيضاً الازدحام على الحجاج أثناء أداء نسكهم، موضحاً أن هناك غرامات حددها القرار على ثلاث فئات، منها: (1500) ريال للمخالفات التي تضبط داخل مكة المكرمة، و(3000) ريال داخل المشاعر، و(5000) ريال وسط المشاعر المقدسة، مؤكداً على أن القضية ليست في فرض الغرامة أو تحصيلها، بل تنظيم حركة الحجيج وهو ما يعرف بتنظيم الحشود.
نقاط تفتيش في مداخل مكة
وعن الدخول غير المشروع لمكة المكرمة، قال "العميد الخليوي" لدينا نقاط تفتيش رسمية في مداخل مكة المكرمة تمنع دخول أي مركبة غير مصرح لها، مشيراً إلى أن المداخل الترابية هي مسؤولية الجهات الرسمية الأخرى والتي تقوم بضبط المخالفات وعملها مستمر والتنسيق قائم فيما بينها.
وأوضح "اللواء الشهري" أن الأمن العام قام منذ عامين بإشراك قوات أمن الطرق ضمن منظومة الحج؛ ولذلك للحد من قدوم السيارات التي يرد عليها أشخاص لأداء فريضة الحج من غير المصرح لهم، ويصلون من مسافات بعيدة، حيث سعى الأمن العام إلى تطوير أجهزة المراقبة التلفزيونية على كافة المداخل لمكة المكرمة، وحسّن من نوعيتها؛ فأصبح لدينا أكثر من كاميرا للمراقبة في كل موقع؛ بهدف رصد كافة المنافذ المؤدية إلى مكة المكرمة، إضافة إلى المتابعة الجوية والتي تقوم برصد الحركة أثناء ساعات الذروة.
وأضاف:"قد يقوم بعض أصحاب السيارات الخاصة بنقل الأشخاص غير المصرح لهم، وهذا عمل لا يقره النظام، ويخالف تعاليم الشريعة، وتعليمات ولي الأمر، مطالباً الجهات الإعلامية بأهمية توعية هؤلاء السائقين لتحمل مسؤولياتهم"، مؤكداً على أن الأمن العام يتعامل بأكثر نظامية وأكثر حزماً عند مداخل المشاعر المقدسة، رغم تنوع التضاريس، ومحاولة البعض الدخول بشكل غير مشروع سيراً على الأقدام، وهو ما يتطلب منا قوات بشرية ضخمة جداً، أو وجود سياج يحدد مشعر عرفات والدخول إليه بطريقة نظامية، فالأمن العام يسعى من خلال مراكز المنع إلى الحد من عملية سفر الحجاج غير النظامين ووصولهم إلى منطقة مكة المكرمة.
نقاط تفتيش على مداخل مكة لمنع المركبات والأشخاص غير المصرح لهم
هطول الأمطار
وحول توقعات هطول أمطار على المشاعر المقدسة، واستعدادات الأجهزة الأمنية للتعامل الأمثل معها، أوضح "اللواء الشهري" أن الأرصاد لها تواجد مع مركز القيادة والسيطرة من خلال ضباط الاتصال، وهناك ربط آلي على شكل شاشات وأنظمة حاسوبية تعطي مؤشرات وتوقعات للأرصاد الجوية بالنسبة لهطول الأمطار، واتجاهات الريح، ودراجات الحرارة المتوقعة، وهذه طبعاً تعطى لنا قبل موسم الحج بثلاثة أشهر، كما تعطى لنا كل ثلاثة أيام، ثم تعطى لنا بشكل يومي، وهذه تساعدنا في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وكيفية التعامل معها، بمشاركة الدفاع المدني وكافة أجهزة الدولة المعنية.
الأمن الجنائي
وحول جهود مركز القيادة والسيطرة في مساندة الأمن الجنائي في التعامل مع القضايا الأمنية، قال "اللواء الشهري" إن مركز القيادة والسيطرة يوفر الوسيلة في رصد بعض الحالات، وتوجيه الكاميرات لمواقع الحدث، من خلال تتبع النسك ابتداءً من مشعر منى في يوم التروية، ومن ثم التصعيد إلى عرفات، والمبيت بمزدلفة، ومن ثم العودة إلى منى مرة أخرى، مشيراً إلى أن كافة الكاميرات تكون مسخرة وموجهة على مسارح الأحداث والكاميرات بأعداد كبيرة ترصد المواقع، ومتى ما طُلب من القيادات الأمنية الميدانية التركيز على مواقع معينة يتم ذلك من قبل مركز القيادة والسيطرة.
نشر 1900 كاميرا في المشاعر
كشف "اللواء الشهري" عن استخدام المراقبة التلفزيونية، أو ما يعرف بالمراقبة الجوية في موسم حج هذا العام، والمرتبط بقيادات قوات أمن الحج، مشيراً إلى أن هذا النظام يعد حديثاً ومتطوراً، ويتولى نقل المعلومات مباشرة من الطيران العمودي التابع لوزارة الداخلية.
وقال:"يعد نظام المراقبة الجوية واحداً من أسرع نظم المراقبة؛ إذ يتولى نقل المعلومة بشكل سريع وواضح ومباشر لمركز القيادة والسيطرة؛ فيتم بناء على تلك المعلومة اتخاذ القرار من قبل القيادة"، مشيراً إلى أن عدد الكاميرات وصل حتى الآن ما يقرب من 1900 كاميرا؛ غير أن هذا العدد يعد أولياً فهناك بعض الكاميرات لازالت في طور التشغيل الأولي، وسيتم مع بداية دخول شهر ذي الحجة تحديد الأعداد الفعلية للخدمة.
افتراش ليلة السابع والثامن من شهر ذي الحجة!
أكد "العقيد الزهراني" على أنه لا يوجد افتراش في المسجد الحرام بمفهوم الافتراش الذي يعرفه الجميع، أو كما كنا نراه سابقاً يشكّل سبباً رئيساً في ظهور العديد من السلبيات، مشيراً إلى أن ما نراه اليوم من افتراش البعض لساحات الحرم المكي الشريف لا يظهر سوى في اليوم السابع من شهر ذي الحجة؛ إذ إن من يفترشون هذه الساحات هم من القادمين من خارج مكة المكرمة، وتحديداً من المرهقين من عناء السفر والطواف والسعي؛ فيتخذون ساحات المسجد الحرام مكاناً للاسترخاء الجسدي وليس الافتراش الذي كنا نعهده سابقاً.
وقال:"أما في شهر رمضان المبارك فهناك تنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لإعطاء مواقع لسفر الإفطار بساحات الحرم المكي الشريف، وبعدها تمتلئ الساحات بالمصلين ولا يوجد مكان للمفترشين بين المصلين".
وأضاف أن أكثر ما نواجهه من مشكلات الافتراش يتمثّل في ليلة السابع والثامن من شهر ذي الحجة، فالناس يتهيئون إلى الانتقال لمنى للبدء في نسكهم، وهو ما يجعلهم يتوافدون على المسجد الحرام وبأعداد كبيرة، ونحن ننادي جميع مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل بأن تعتني بحجاجها وتتابعهم وتسعى لتوفير الخدمات اللازمة لهم، مؤكداً على أن الحجاج الموجودين في ساحات الحرم ليست لهم حملات منظمة؛ فجميعهم قادمون من خارج المملكة وداخلها بطرق وإجراءات نظامية.
مسار «قطار المشاعر» حدّد الجنسيات المستهدفة.. دون تمييز!
أوضح "اللواء الشهري" أن قطار المشاعر المقدسة يعد وسيلة نقل جديدة وتحتاج للكثير من الإيضاح والتفسير، وقال:"إن التجربة تعد جديدة في مفهوم منظومة النقل في المملكة، وأي تجربة جديدة توضع لها عدة فرضيات، ومن بينها الفرز في محطات القطار، ولهذه الخطوة تم تنظيم العديد من ورش العمل، والتي وضعت عملية التوقع لحدوث تزاحم من حجاج غير مصرح لهم بركوب القطار كحالة ينبغي دراستها"، مشيراً إلى أن تجربة هذا العام هي عبارة عن تجربة تشغيلية بنسبة30%، ولم يتم اختيار حجاج المملكة وحجاج مجلس التعاون الخليجي عن بقية الجنسيات لأفضلية أو تميز، فالحجاج لدينا سواسية وهم ضيوف الرحمن، ولكن وجود مسار القطار ضمن المخيمات التي يوجد بها حجاج الداخل وحجاج بعض دول الخليج هي من حدّدت الجنسيات المستهدفة من النقل، كما أن هناك عملية فرز باستخدام البطاقة الذكية للمستهدفين لاستخدام القطار في المحطات التسع وحتى يتم إحكام السيطرة ضمن الفرضيات والرؤى التي تتم دراستها قبل بدء تشغيل القطار، حيث يتم قفل المخيمات ومن ثم السماح لأصحاب المخيمات الدخول للقطار بشكل تنظيمي.
وأضاف: "نحن نسعى من خلال تجربة القطار هذا العام إلى معرفة الخطط التشغيلية وما هو الأمثل منها؛ لأن التجربة تعد جديدة في منظومة النقل لدينا، والمبالغ التي صرفتها الدولة -رعاها الله- على القطار لم تراع الجدوى الاقتصادية، أو التميز لأحد دون أحد، ولكن راعت أن يكون النقل في المسار الجنوبي حسب رؤية وزارة الشئون البلدية والقروية حتى تخدم أكبر شريحة ممكنة ووجودها في مسار موازٍ للحركة الترددية في شمال منى"، موضحاً أن ما يتعلق بوضع بعض المحطات؛ فكلنا يدرك أن تضاريس منى قد فرضت على المصممين والمنفذين التعامل معها وفق تلك المعايير؛ لأنه لابد أن تكون قريبة من منشأة جسر الجمرات لتفتيت وتوزيع الطاقات البشرية القادمة لرمي الجمرات؛ فكان لابد أن يكون مسار القطار ومن ثم المحطة تتجه صوب منشأة الجمرات.
وأشار إلى أن فكرة القطار وتنفيذه قد أخذت الكثير من الحديث، رغم أن الحركة الترددية -التي لم يلقَ عليها الضوء الكثير في هذا العام- هي كفيلة -إن شاء الله- بنقل (750) ألف حاج في المراحل الثلاث.
800 كاميرا تراقب النشالين في الحرم.. و«المفقودات» تنتظر أصحابها!
أوضح "العقيد الزهراني" أن هناك قسما للبحث والتحري في المسجد الحرام يعمل على مدار العام لمتابعة الحالات التي تأتي من بعض "ضعفاء النفوس" كالنشل وخلافه، والتي تزداد خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج، من خلال استغلال الكثافة العددية للمعتمرين والحجاج في هذه الفترة، مؤكداً على تجنيد القوات المشاركة في الحج -التي تمتلك الخبرة في هذا العمل في شرط المناطق- لملاحقة هؤلاء النشالين، كما يتم تجنيد عدد من المتعاونين في عملية المتابعة والرصد وتولي رجال الأمن من جانبهم عملية إلقاء القبض، فضلاً عن الإفادة من العنصر النسائي في الكشف والتبليغ عن النشالين.
وقال: "إن كانت عملية ملاحقة النشالين تتم من خلال مخبرين ومتعاونين؛ فإنه قد تم إدخال النظم التقنية للمراقبة عبر الكاميرات، حيث يتم رصد ومتابعة الحالات مباشرة، ومن ثم القبض على النشالين"، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 800 كاميرا موزعة بين أرجاء المسجد الحرام والساحات المحيطة به.
وأضاف:"إن كان هناك عدد قليل من المعتمرين والحجاج ينشلون؛ فإن هناك آخرين يفقدون بعض ممتلكاتهم؛ نتيجة سقوطها سواء أكانت عينية أم مالية؛ فيظنون أنها سرقت وهي في الحقيقة تعتبر (لقيطة)؛ لكونها سقطت ولا يراجعون لاستلامها"، داعياً ضيوف الرحمن إلى الإبلاغ عن أي حالة تعرضوا لها سواء كانت سرقة أو فقدانا، من خلال مراجعة قسم المفقودات؛ حيث إن هناك العديد من المفقودات التي تنتظر مراجعة أصحابها.
897 يتلقى بلاغات الحجاج
أوضح "اللواء الشهري" أن عملية تلقي البلاغات لمركز القيادة والسيطرة أصبحت تتم عبر ثلاث وسائل، الأولى من خلال رجال الأمن الميدانيين المتواجدين في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة لما تتم مشاهدته ورصده من ملاحظات؛ فيتم الإبلاغ من خلال أجهزة الاتصال على شبكة الأمن العام. وقال: إن الطريقة الثانية؛ فتتمثل في تلقي الاتصالات من خلال الهواتف الطالبة رقم (897)، ويتم استقبال الحالة على "كنسولات" متخصصة يتم فيها معرفة اسم الشخص ورقم الهاتف، ومن ثم إحالة الاتصال أو البلاغ إلى "الكنسولات" في الأقسام المتخصصة في مسرح العمليات؛ فإن كانت الحالة مرورية يتم التعامل معها وفق الأنظمة المرورية، وإن كانت حوادث يتم إبلاغ الهلال الأحمر بالانتقال ويتم توجيه جهات التحقيق في المرور، وإن كانت جنائية تم اتخاذ نفس الإجراء والتنسيق مع الجهة المختصة، وكذلك ما يتعلق بجميع الخدمات الأخرى من الكهرباء أو الخدمات التي تتعلق بالحجيج في مخيماتهم نتيجة تأخر الوجبات وغيرها، مشيراً إلى أن الطريقة الثالثة يتم فيها الإبلاغ عن طريق الهواتف الثابتة، حيث يتم تحويلها إلى الهواتف الطالبة.
وأشار إلى أنه يتم التعامل مع كافة البلاغات ورصدها باستخدام تقنية الحاسب الآلي في الرصد وقفل الحالة ومعرفة زمن الاستجابة، ومنها ما يتم إنهاؤها في الحال، ومنها ما يتم متابعتها مع جهات الاختصاص سواء في الأمن العام أو الدفاع المدني أو بقية الأجهزة الأخرى، ويتم متابعة الأداء، وقياس الأداء بكافة العاملين في مركز القيادة والسيطرة سواء كانت الهواتف الطالبة أو الأقسام المتخصصة في نهاية كل فترة.
«رجل المهمات» يتقدم جنوده
المؤسسة الأمنية في كل دولة هي ضمانة الاستقرار، والعطاء، والإنتاج في أجواء ومناخات أساسها الأمن الحياتي الذي ينشده المواطن، ويتكرس من خلاله توهج الوطن في كل المناحي، وعلى كل الصعد. وفي المملكة يقف على قمة هرم المؤسسة الأمنية رجل يحمل هم الوطن، وهواجس المواطن، ويعيش حالة العزيمة والإصرار على أن تكون الجغرافيا من البحر إلى البحر هادئة، وآمنة، لا يسكن الخوف أو الشعور به داخل إنسان أينما كان في هذا الفضاء الجغرافي، إن في المدينة أو القرية أو الهجرة، أو حتى في تجمع بشري صغير في مزارع نائية وبعيدة عن الكثافة السكانية. ولهذا أعطى الأمن أولوية في رؤيته، وبرامجه، وخططه داخل المؤسسة الأمنية، ونشر هذه الثقافة بين كل منسوبي المؤسسة من مدنيين وعسكريين وصولاً إلى المواطن الذي يعتبره رجل الأمن الأول. نايف بن عبدالعزيز الرجل الرمز والقدوة والساهر على أمن الوطن والمواطن، والذي لايقبل المساومة، أو المجادلة، أو المفاصلة في أمر يتعلق بهذه الرؤية، يكون أكثر تشدداً وتضحية عندما يتعلق الأمر بأمن ضيوف الرحمن، وقاصدي بيته الحرام، مستلهماً قول الحق "فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف". ولأن سموه أوكلت إليه الأمانة، فقد تشرف بحملها بهمة الرجال المؤمنين بواجباتهم، وأعطاها زخماً من الإعداد البشري واللوجستي، ووفر لها كل التجهيزات التقنية المتطورة، وكل ذلك من أجل هدف أن يؤدي ضيوف الرحمن نسكهم في أمن وأمان، ويشكروا الله على ما هداهم. فالمهمة تشريف يصل إلى مرتبة العبادة.
المشاركون في الندوة
اللواء محمد بن صالح الشهري قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج
العميد د. سعود بن عبدالله الخليوي مدير إدارة أمن الحج والعمرة
العميد د. محمد بن عبدالله المرعول قائد التوعية والإعلام
العقيد يحيى بن مساعد الزهراني قائد قوة أمن المسجد الحرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.