ترددت كثيراً في الكتابة عن هذا الموضوع أكثر من مرة لعدة اعتبارات!! ولكن والجميع يرى ويشاهد استمرار هذه الظاهرة تحملت شيئاً من الشجاعة وعزمت على الكتابة عن الموضوع، فالموضوع يتعلق بسلوك فرد وجماعة قبل ان يكون هدفه المساس بجهود جهات او أشخاص.. وخاصة أكثر انه موضوع اعتقد لم يسبق التطرق إليه!!.. هذا الموضوع يتعلق بالفوضى والازدحام الذي نشاهده بصفة شبه يومية في الاستقبالات الرسمية على كافة مستوياتها.. وكذلك في بقية مراسم الاستقبال والتوديع.. قبل ذلك أجزم أن ولاة الأمر حفظهم الله في هذه البلاد يشاهدون ويعانون من مثل هذا التدافع غير المنظم والفوضوي في مثل هذه المناسبات من قبل كثير من الأشخاص الحاضرين للسلام أو للتوديع أو للتهنئة ولكن لإدراكهم العميق بأن ذلك مرده الشعور الطبيعي الذي يدفع بهؤلاء القاصدين لتأدية السلام.. ولذلك فإنهم حفظهم الله لم ولن يتدخلوا في مثل هذا الأمر ولم يشاءوا في أي لحظة أن يتدخلوا في تنظيم هذه العملية.. وتركوا الجميع يحضرون ويسلمون بطريقتهم الخاصة وهذه من سمات هذه القيادة التي لم ولن تمس شعور أي مواطن تكبد المشقة وحضر في مثل هذه المناسبات... لذلك فإن المشكلة هنا تتمثل في هؤلاء الجموع التي حضرت للسلام أو التهنئة.. ورغم ان غالبية الحاضرين لمثل هذه المناسبات هم من المسؤولين ومن الوجوه الاجتماعية.. وهم جميعاً يتكرر حضورهم المستمر تقريبا في مثل هذه المناسبات بصورة شبه دائمة وهم ملتزمون بالحضور والتواجد والسلام والتهنئة والتوديع.. ولكن رغم تكرار حضورهم إلا أنهم للأسف الشديد لم نجد منهم الالتزام ولم ينتظموا في عملية السلام وفق آلية معينة محترمة تكفل الراحة للجميع.. وأصبح هذا التدافع وهذه الفوضى المتكررة طابعاً ملازماً في مثل هذه المناسبات.. وشبه يومي يحمل لنا التلفزيون والصحف المحلية الكثير من المشاهد والصور المؤسفة التي تعكس لنا سوء التنظيم من خلال أسلوب التدافع والتسابق - غير المحترم - أثناء عملية السلام وأصبح هذا التدافع وهذه الفوضى مصدر إحراج وتساؤل للمشاهد وحتى لمن هم غيرنا وهم يشاهدون هذه الصور وما تحمله من فوضوي مؤسفة جداً وغياب ترتيب غير منظم؟؟ هنا من الطبيعي أن يتساءل المرء والمشاهد بصفة عامة إذا كان هؤلاء المسؤولون وهؤلاء الأعيان «غير منظمين» وفوضويين بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان سلبية خاصة أكثر في مثل هذه المناسبات.. فإننا إذن لن نجد أي انتظام من الآخرين في أي موقع وفي أي مناسبة أخرى.. والمؤسف أكثر أنه رغم تكرار عملية السلام إلا أن سوء التنظيم لايزال مستمراً ومصاحباً لها ومن قبل أشخاص شبه متكررين في الحضور الدائم للسلام!! هذا التدافع.. وهذا التسابق وهذه الارتجالية أثناء عملية السلام او أثناء التهنئة او أثناء العزاء وغيرها من المناسبات تطرح عدة تساؤلات عن دور الجهات المعنية بذلك الموكل إليها عملية التنظيم والترتيب وخاصة أن تلك المناسبات هي العلياء في الدولة.. وأنه من المفترض أن تكون المثالية متوفرة فيها بدرجة دقيقة جداً لا يمكن أن تشاهد مثيل لها في أي موقع أو في أي مناسبة أخرى..!! ففي كل الدول نجد هناك تنظيماً دقيقاً وصارماً ومحترماً من الجميع في مثل هذه المناسبات وهو تنظيم متوارث لم تُشاهَد فيه أي صور أو مشاهد للفوضى والتزاحم الذي نشاهده لدينا؟؟ رغم أننا أولى بأن نكون قدوة للآخرين في كل تصرفاتنا.. ولكن يبدو أننا تعودنا على الفوضى!! وعلى «التسابق» في كل شيء؟؟ فأصبح الكل همه نفسه ولا يهمه غيره..!! والكثيرون نموا على مثل هذه الفوضى وكل يرى أنه أحق من الآخر..؟؟ وأصبح الكل تقريبا يرى أن الشطارة والقوة والمكانة والهيبة والمثالية هي في عدم احترام الآخرين وعدم الالتزام بالنظام وأصبح البعض يتفاخر بمثل هذه التصرفات..؟؟!! نتمنى من الجهات المعنية بتنظيم مثل هذه المناسبات سواء في المراسم او الجهات الأمنية وغيرها من الجهات ضرورة إعطاء هذا الموضوع أهمية كبرى والعمل على وضع تنظيمات تعكس الصورة المثلى لنا على الأقل لأننا مجتمع مسلم وأعتقد أن العملية سهلة جداً ولكن تبقى المبادرة لكي يتم تعميمها.. [email protected]