بلقيس س.م صاحبة الربيع الثامن كتب الله لها أن تصاب بشلل دماغي حرمها من الحركة والتواصل والاعتماد على النفس إلى جانب حرمانها من الاستمتاع بطفولتها البريئة كأمثالها من الأطفال الذين نشاهدهم يفرحون ويمرحون ويقفزون ويركضون ويستمتعون بكل أوقاتهم وحركاتهم. ولا شك في أن ما أصابها هو بأمر من الله سبحانه وقد يكون اختبارا وامتحانا لوالديها على مصابهما الجلل و (إن الله مع الصابرين)، ومن الحكم (الصبر مفتاح الفرج)، ولاتزال تلك الطفلة تنتظر أن يهيئ لها ربها من يكون سببا في شفائها لتمارس حياتها الطبيعية بكل حرية فترى نفسها تتمتع ببقية طفولتها ثم شبابها، وقد أبدى أبواها عدم استطاعتهما تحمل تكاليف علاجها في الخارج فسعيا إلى علاجها في الداخل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ثم في مركز متخصص في مصر دون أن تتحسن حالتها الصحية على الرغم من دفعهما 221 ألف ريال، ولكن والدها بعد لم ييأس (ولا تيأسوا من روح الله) ينتظر رحمة الله أن تجلل بلقيس وقد خاطب مدينة الأمير سلطان الإنسانية ولم ترده موافقة حتى اليوم، ومع كل هذا فلايزال والدها عازما على علاج طفلته تلبية لتلك العبارة الجميلة التي ترددها بلقيس عالجوني في أي مكان (ابي امشي).. هذا ملخص قصة بلقيس مع المرض ومراحل طلب العلاج كما نشرته جريدة الإنسانية (عكاظ) يوم الاثنين 14/7/1433ه. حقيقة إن القارئ لقصة مرض بلقيس إن لم تدمع عيناه فسيحزن قلبه على حالها ومن لديه طفل أو طفلة بعمر بلقيس فسيتذكر حالها كلما رآهما، وبكل صراحة فإن مثل بلقيس مواطنة سعودية ملتزمة الدولة أعزها الله بعلاجها من مصابها وهنا لدي وقفات: 1 كان من المفروض على مستشفى عسير المركزي بعد أن علم بحالتها بعد فحصها إحالتها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لأنه متخصص ولعلاجها فيه مجانا فالطفلة بنت الوطن ومستشفى الملك فيصل لأبناء الوطن فلماذا يدفع (س.م) 27 ألف ريال للتخصصي نظير ما قدمه لابنته. 2 إن (س.م) دفع من أجل علاج ابنته في مركز متخصص في مصر 194ألف ريال، وبذا يكون مجموع ماصرف عليها 221 ألف ريال المفروض أن يدفع هذا المبلغ لتلك الجهات المعالجة من قبل وزارة الصحة لأنها المتكفلة بعلاج أبناء وبنات الوطن. 3 سبق أن أعلنت وزارة الصحة على لسان معالي وزيرها أن من ضمن برامج الوزارة فتح باب علاج المواطنين بالخارج في دولتي ماليزيا وسنغافورا مما يهدف إلى توفير أفضل الخدمات الطبية الاكلينيكية للمرضى المحتاجين في أرقى المراكز الطبية ذات الجودة العالية.. فيا ترى هل علم (س. م) بهذا الأمر؟، لا أعتقد، لأنه من المؤكد أنه لم يقرأ أو يسمع عن هذا الإعلان مما يوجب على وزارة الصحة عدم الاكتفاء بنشر مايهم صحة المواطن في الصحف الورقية فقط وإنما المفروض أن تنشر ذلك في مختلف وسائل الإعلام من مكتوب ومقروء ومسموع ومرئي ليعلم بما تنشره الكثير من المواطنين وتكرر مرارا ضمن برامج الوزارة التوعوية إن وجدت. 4 وأخيرا، أليست مدينة الأمير سلطان الإنسانية قد أوجدت للمحتاج من أبناء هذا الوطن؟. فإن كان الأمر بإيجاب فلماذا لا تحول تلك الطفلة إليها دون معوقات، وإن كان الأمر غير ذلك فإنني أهيب باسم والد الطفلة بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان حفظه الله أن يوجه باستقبال المدينة تلك الطفلة محتسبا الأجر لوالده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة، وإني متفائل بسرعة تجاوب سمو الأمير خالد والأمر باستقبال بلقيس.