مهنة صيد الأسماك في محافظة جدة، تعد من أقدم المهن التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، حين مارست قبيلة قضاعة على شواطئ المحافظة مهنة الصيد، والتي أصبحت الآن، قصرا على العمالة الوافدة. وقد رصدت «عكاظ» اوضاع سوق السمك المركزي في المحافظة، والذي غلب عليه نشاط العمالة البنغالية، لدرجة أن اطلق على السوق مسمى «البنغلة». فيما أفاد تاجر الاسماك حمد مهيوب، بأن إعادة سعودة سوق السمك ليست بالعملية السهلة، ويجب أن تتم عبر خطط مدروسة واستراتيجية منظمة، تعيد الى المهنة طابعها الحقيقي والتاريخي. مشيرا الى انها مهنة توارثها الآباء والاجداد، ولا يجب ان يحتكرها الوافدون. وشدد مهيوب، بأن مشقة العمل في مهنة صيد الاسماك لا تضاهيها مشاق اخرى في كثير من المهن، الا أن ما تحققه من مردود مادي، يشجع الكثير من الشباب للانخراط في المهنة مجددا. وفي ذات السياق قال التاجر عبد الله الجحدلي، إن التطور الاقتصادي والتكنولوجي السريع الذي حدث في منطقة الخليج وفي المملكة بشكل خاص، جعل الصيادين الأصليين يتخلون عن الصيد، للعمل في مجالات اخرى، أكثر ربحية. مشيرا الى ان اشتراطات «السعودة» التي نصت عليها وزارتا الزراعة والعمل، تحدد اصدار تأشيرات العمالة في محال سوق الاسماك مقابل تشغيل عامل سعودي، الا أن واقع حال السوق يخالف تلك الاشتراطات. من جهته اكد مراد أحمد (أحد العمال المصريين في سوق السمك) التقتهم «عكاظ»، أن أغلب الشباب السعودي العامل في السوق، لا يحتمل الوقوف وراء محل بيع السمك، ولا يستطيع أن يطيق رائحة السمك والتعامل لفترة طويلة. مضيفا بأن السعودة ليست مستحيلة لكنها في غاية الصعوبة عند تطبيقها في سوق السمك، إذ أن على الشباب السعودي أولا أن يتأهل التأهيل المناسب لينخرط في مجال بيع الاسماك!. وبدوره علق خالد شويكي المدير العام للجمعية التعاونية للثروة السمكية، قائلا بأن الجمعية سعت جاهدة في إعادة توطين مهنة صيد الأسماك، غير أن التقارير تشير الى أن نسبة السعوديين العاملين في سوق السمك لا تتجاوز ال 7%. مؤكدا بأن مهمة جمعيته هو إعادة تأهيل الشباب السعودي الهاوي لمهنة الصيد، للعمل بها بشكل رسمي. فيما اضاف طلال لطفي ابو شوشة المدير العام لمركز أبحاث الثروة السمكية بجدة، أن المركز ومن خلال مشروعه المسمى «إعادة إحياء مهنة الصيد» يهدف إلى تقوية العلاقة بين سكان جدة وبين البحر بثرواته الغنية، المتضمنه لمهنة الصيد العريقة والتاريخية . وقال بأن المركز يضم حوالي 270 عضوا ممن يمثلون مجتمع الثروة السمكية والصيادين والحواتين في منطقة مكةالمكرمة والمتواجدين على ساحل المنطقة الممتد بطول 1050 كلم، ويختص بتدريب الشباب على مهنة الصيد، حيث بدأ دوراته التدريبية عام 2011 شملت 100 متدرب على مهنة الصيد.