لعب جبل قارة دورا حيويا في ترشيح الأحساء عام 2008 م، للمنافسة في مسابقة عجائب الطبيعة السبع العالمية التي رعتها منظمة العالم الجديد بالتنسيق مع هيئة الأممالمتحدة ممثلة ب«اليونسكو»، وهو من المعالم الطبيعية التي تتميز بها بالمحافظة، وتبلغ قاعدته 1400 هكتار ويبلغ ارتفاعه حوالي 150 قدماً وتحيط به أربع بلدات هي القارة والتويثير والتهيمية والدالوة. ويبعد جبل قارة عن مدينة الهفوف العاصمة الإدارية للأحساء حوالي 12 كيلا وسط واحة خضراء وغابة كثيفة من النخيل الباسقة ويتكون من صخور رسوبيةٍ ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية العجيبة فهي ليست مجرد تكوين صخري فريد، بل تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفاً دافئة شتاء كما أن الحشرات لا تعيش في كهوفه. وكشف الباحث الدكتور هشام محمد ربيع السر في هذه الظاهرة من خلال دراسته الجيولوجية لواحة الأحساء، موضحا أن الأحجار الجيرية والرملية في الجبل ذات مسام تمتص مياه الأمطار عند هطولها في فصل الشتاء وتختزنها بداخلها، وفي فصل الصيف تتحول عبر أشعة الشمس إلى أبخرة غير مرئية أو محسوسة فتلطف الجو بداخل كهوف الجبل كما يفعل المكيف الصحراوي أما الدفء في الشتاء فيعود لطبيعة الكهوف الجبلية التي تحجب برودة الجو كما يحصل في الغرف المحكمة. وبفضل هذه الخاصية يعد جبل القارة أهم مواقع الجذب السياحي في الأحساء وأبرز المعالم الطبيعية فيها، ويزوره عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والسياح على مدار العام، ما جعله موضع دراسات علمية واقتصادية وسياحية، خصوصا بعد تحسين أمانة الأحساء موقعه ومدخله وإنارة كهوفه الأمر الذي شجع شركة الأحساء للسياحة والترفيه على استئجاره من أمانة الأحساء بمبلغ 3 ملايين و400 ألف ريال بقصد استثماره سياحياً على مدى 20 عاماً، وتنتهي المرحلة الأولى من تطويره في مطلع 2013م بمبلغ وقدره 20 مليون ريال باستثمار مساحته المقدرة بمليوني متر مربع من خلال تنفيذ المشاريع السياحية والترفيهية في موقعه. ويحوى جبل القارة مصنعا للفخار المعد من الطين المحلي وينتج أشكالا مختلفة من الأواني والتحف الفخارية، إذ يعود تاريخ هذه المهنة في الأحساء إلى 3000 سنة قبل الميلاد وتحديدا منذ حضارة (العبيد) وهي أول حضارة تشهدها الأحساء. ووجدت في المحافظة الكثير من الفخاريات تمثل عصوراً مختلفة وكانت هذه الصناعة مزدهرة منذ ثلاثة عقود من الزمن، واتجهت نحو الاندثار بعد أن عزف الأهالي عن ممارستها، وتوجد مصانع الفخار في الهفوفوالمبرز والقارة إلا أن أشهرها من حيث الجودة هي المبرز أما من حيث المعرفة والخبرة بهذه الصناعة فهي القارة. واستلزمت طبيعة الحياة في الأحساء إلى قيام هذه الصناعة بالاعتماد على الطين المحلي بعد المرور بمراحل تصنيع عديدة تحول خلالها الطين إلى أدوات منزلية كالبرادات والمباخر والكؤوس والأوعية والتنانير والجرار بأنواعها المختلفة وغيرها. وتصنع الفخاريات بمعالجة الطين بعد بلِّه بالماء وتخميره لمدةٍ معينةٍ ثم يوضع على جهاز يدار يدوياً لتصنيع هذه المواد التي توضع في فرن لحرقها لإعطائها صلابة أكثر ضد الكسر والتأثر بالمياه وتتم زخرفتها وتجميلها بواسطة يد الحرفي قبل جفافها ويشكل الحرفي الأواني بواسطة دولاب يدار بقدميه وبيده مشط خشبي يساعده في عملية الزخرفة وتمتاز الفخاريات الأحسائية بالخشونة والميل للاخضرار في البداية وإذا تعرضت للشمس أو الحرارة النارية مالت للون البني الفاتح وتمتاز التنانير المصنوعة من الفخار بإكساب الطعام المطبوخ فيها طعماً ألذ وأكثر إغراء ونكهة من الطعام المطبوخ في التنانير الحديدية ولكن يعيبها سرعة التلف والكسر في حالة رمي الجذوع أو الحطب بعنف في داخلها. أمثال شعبية • اتبع من يبكيك ولا تتبع من يضحكك: ويضرب للحث على مصاحبة الأتقياء والعقلاء من الناس القادرين على توجيه النصح السديد حتى وإن كان قاسيا، ويحذر من الذين يزينون الأمور التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. • ابعد عن الشر وغني له: ويضرب في الابتعاد عن الشر وكل ما يقود إليه أيا كان نوعه. • اتسع الخرق على الراقع: والخرق هو الشق أو الفتق في الثوب ونحوه والراقع من يخيط الثقب ويرقعه بإضافة قطعة من نفس مادته إليه والمعنى أن الثقب أصبح واسعاً لدرجة لا يستطيع الراقع سده ويضرب المثل في المشكلة عندما تكبر وتتسع حتى لم يعد بالإمكان تداركها. • اكف البريمة على بريمتها تظهر البنية على أميمتها: واكف معناها اقلب وهي كلمة فصيحة والبريمة تصغير برمة وهي الإناء أو القدر أو الوعاء وأميمتها أي أمها مصغرة ويضرب المثل في مدى تأثر الفرد بأهله والمحيطين به وبالتحديد تأثر عامل الوراثة ويقال أيضاً في هذا المعنى «إذا بغيت تضمها اسأل عن أمها».