صمخ منطقة تاريخية احتضنت قراها وأوديتها وجبالها وسهولها الكثير من الحضارات القديمة والتي تعاقبت على هذا المكان، فخطت تاريخها على جباله الشامخة بكتابات ونقوش أثرية بخطوط ولغات في عصور وأحقاب متفاوتة، ومنازل الطين والحجر والتي ما زالت شامخة جوار النخيل. ولأنها بنيت على سفوح الجبال فقد ساعد على وقوفها وصمودها أمام العوامل الطبيعية والمناخية لسنوات طويلة يشاهدها الأبناء اليوم فيذكرون بفخر ما كان يتمتع به الآباء والأجداد من مواهب فذة وعزائم قوية يفتقدها أبناء الجيل الحالي. تقع صمخ على وادي هرجاب أحد أودية المنطقة الجنوبية الشهيرة ذاك الوادي الذي قال فيه الشعر الجاهلي: ألا إن خير الناس رسلا ونجدة بهرجاب لم تحبس عليه الركائب تقع صمخ في الجزء الجنوبي الغربي للمملكة، في الجهة الشرقية من جبال السروات، وتتبع إداريا لمحافظة بيشة، بمنطقة عسير، وتشترك في الحدود الإدارية مع تثليث شرقا والنماص وبنو عمرو والحازمي غربا وبيشة شمالا وخيبر الجنوب جنوبا، وافتتحت بصمخ أول إمارة تابعة لإمارة بيشة عام 1373ه، كما افتتحت أول مدرسة ابتدائية عام 1377ه، ويشتهر مركز صمخ بزراعة النخيل على ضفاف وادي هرجاب، الذي يعد واحدا من أهم روافد وادي بيشة، وقد ذكر في مواضع عدة من كتب العرب ويشتهر بكثرة أشجار السدر، وينحدر هذا الوادي من أعالي بادية الحزم والصفحة جنوب غرب مركز خيبر الجنوب ويصب في وادي بيشة قريبا من قرية الحيفة شمالا بمسافة بطول 160 كم. ويمثل وادي هرجاب مصدرا هاما للمياه الجوفية في صمخ، حيث يعتمد عليه الأهالي كثيرا في توفير المياه لمزارعهم التي تصطف على جانبي هذا الوادي، كما يعتمد عليه أهل البادية لسقيا مواشيهم. الآثار التاريخية يوجد في صمخ الكثير من الآثار والنقوش والتي تنتشر في جبالها مثل جبل الظور الذي يقع جنوب شرق قرية كتنة وفيه نقوش ورسومات، كما توجد به آثار لقرية قديمة مبنية من الحجر والطين وعدد من القلاع القديمة على قمم الجبال، ونقوش وكتابات بدون نقاط من العصور الأولى من الإسلام في موقع يسمى (خشم الطايق) في قرية المعدن، إضافة لعدد من البيوت القديمة والقصور الشامخة مثل قصور (آل حماد) وهي مبنية بتصميم هندسي رائع من الحجر والطين والجذوع وجريد النخيل، وقرية المحدد القديمة المبنية من الحجر وما زالت آثارها باقية حتى اليوم في قرية الخضراء، ومسجد عمره 400 سنة وأثر المدرسة القديمة وهي عبارة عن غرفة من الحجر عمرها قرابة 200 عام في قرية القاع، ومسجد (جامع) من عهد الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، في قرية الحفيرة.