ليس من أولوياتي البحث عن تفاسير لمعنى «صمخ» فهل رأيتم يوما ما أن أحدا سأل عن نفسه. «صمخ» يا سادة أستأنس الحياة على ضفاف وادي هرجاب؛ فعانقت نخيله شم جباله. هنا كانت محطة تزود قوافل التوحيد في رسم خريطة الوطن. وكانت أولى مكافآته مركز إمارة ومدرسة في أوائل السبعينات الهجرية. لتتوالى أعطيات الخير. إلا أن عدم التنسيق بعثر جهود البناء؛ فغياب بلدية تنظم «صمخ» أفقدها الكثير من فرص التقدم. وجاءت الموافقة بافتتاح بلدية مستقلة لصمخ قبل عام بمثابة تحقيق حلم يرتقي بالمركز خطوة إلى الأمام؛ فإذا بنا نعود إلى المربع الأول، زمن تبعية صمخ لبلدية بيشة. ولا أدل على ذلك أن ميزانيتين عامتين من موازنة المالية؛ تذهب إلا من مظلات تتناثر على مداخل المركز بألوان صاخبة، وأعمدة إنارة توزعها البلدية بشكل عشوائي؛ تفتقد لأبجديات الهندسة؛ والنية لبناء أرصفة على شوارع سفلتت ذات عام على عجل من بلدية بيشة. ما يدعو للتساؤل ما إذا كانت صمخ على قدمها وكبر مساحتها تعيش أزمة شتات إداري، فالتعليم يتبع مركز خيبر الجنوب التابع لمحافظة خميس مشيط، والصحة تتبع لمركز الحازمي الذي يقع غرب بيشة، وللوصول إليه يجب الدخول لمحافظة بيشة والعودة إليها ثانية لتصل أخيرا إلى الشؤون الصحيةفي بيشة. لا أدري عندما تصاغ القرارات الإدارية هل يستحضر المنفّذون واقع المواطن الذي من أجله اجتمعوا أم أن نسيم التكييف ينسيهم ما يعانيه المواطن من رحلات مكوكية للبحث عن مستحقّاته. صمخ تريد.. والله يفعل ما يريد.