تتميز قرية القاع في مركز صمخ جنوب محافظة بيشة، بمنازلها ومساجدها ومقابرها الأثرية ومبانيها التاريخية المبنية من الحجر والطين، والمسقوفة بجذوع وجريد النخيل، وما زالت تقف صامدة أمام العوامل المناخية والزمن. وبرغم المقومات التي تحظى بها قرية القاع، إلا أنها لم تنل نصيبها من الخدمات الأساسية - بحسب الأهالي، حيث طالبوا بتنفيذ مشاريع السفلتة وإنارة الطرقات وازدواجية الطريق العام وإنشاء مبان حكومية للمدارس، وإيقاف منح التراخيص لمزارع الدواجن في المواقع القريبة من التجمعات السكنية وفي منتزه القاع البري. تضم قرية القاع آثارا قديمة جداً، وبها مسجد عمره 400 عام، بحاجة ماسة لأعمال الترميم والتجديد، وتضم القرية مواقع أثرية أخرى كالمدرسة القديمة، وهي عبارة عن غرفة من الحجر عمرها قرابة 200 عام، وبقايا مسجد أثري لم يكتمل بناؤه، محاط بالحجر ويشمل محرابا واضح المعالم، وتضم القرية مصلى قديما للعيدين، وتشد المباني الأثرية والقديمة انتباه المسافرين على الطريق العام ما يدفع الكثير منهم إلى دخول القرية للنظر في آثارها. مشروع الدواجن ومن أبرز مطالب الأهالي إيقاف منح تراخيص إنشاء مزارع الدواجن في المنتزهات البرية، وفي الأماكن القريبة من القرية والتي ستكون مخططات سكنية مستقبلا. يقول عبدالله حمد: تعد القرية البوابة الجنوبية لمركز صمخ ومحافظة بيشة، وليس من اللائق منح التراخيص لبناء مزارع دواجن على الطريق العام وفي منتزهات برية قريبة من المناطق السكنية. وأضاف «تعاني القرية من تجاهل المسؤولين في الزراعة، خاصة وأن مشاريع الدواجن لا تبعد عن القرية سوى 8 كلم، وأنظمة الوزارة تنص على أن تبعد مزارع الدواجن عن التجمعات السكنية مسافة لا تقل عن 10 كلم، وقد تم الرفع لأمير منطقة عسير ووزارتي الشؤون البلدية والقروية والزراعة، ولكن فرع الزراعة في بيشة لا يزال يصر على موقفه في منح التراخيص وحرمان الأهالي من الأراضي المجاورة للقرية، والتي تعد متنفساً، فضلا عن صلاحيتها لإنشاء المشاريع الحيوية التي تمس حياة المواطنين». وأشار إلى أن بلدية صمخ قامت بمسح المنطقة بطول 10 كم وبعرض 3 كم، وتحديدها ببتر خرسانية وعقوم ترابية وخصصتها كأراضي حكومية، ومع ذلك فلم تقتنع زراعة بيشة بذلك. دواجن المنتزه وانتقد علي عبدالله إنشاء مزارع الدواجن في المنتزه البري الذي يعبر من خلاله شعاب وادي القاع الصاب في وادي هرجاب، ما يسبب آثارا بيئية مستقبلا خاصة وأن السيول ستنقل مخلفات مزارع الدواجن إلى المزارع الواقعة على ضفاف وادي هرجاب. ازدواجية الطريق وطالب فالح ظافر بتنفيذ مشروع ازدواجية طريق بيشةخميس مشيط المار بالقرية، والذي يشهد كثافة مرورية عالية خاصة مع الحوادث المأساوية التي راحت ضحيتها أرواح بريئة. وأضاف أن الطريق ذو مسار واحد رغم الكثافة المرورية التي يشهدها، ومما يزيد الأمر خطورة كثرة منعطفاته ومنحنياته التي تذكر أهل القرية بموت أحد أبنائها، في حادث مروري. تهريب المجهولين وتطرق معجب فالح إلى مشكلة انتشار المجهولين في القرية، خاصة مع وجود مجموعة من الأفراد يعملون على تهريب ونقل المجهولين إلى المحافظات القريبة مقابل مبالغ مالية. وأضاف أن المهربين جعلوا من قرية القاع موقعاً لتجميع المجهولين تمهيداً لتهريبهم عبر الصحاري والجبال الشاهقة. حلول وقتية من جانبه أوضح رئيس بلدية صمخ حسن بن علي آل فرحان، أنه تم رفع المعاملة المتعلقة بمزارع الدواجن في القاع إلى أمانة منطقة عسير وما زلنا ننتظر التوجيه حيالها. وأضاف: وضعت بلدية بيشة سابقاً علامات على الأراضي ويتم حالياً وضع بتر خرسانية من قبل بلدية صمخ لتحديدها. وأكد - من جانبه - مدير عام الزراعة بمحافظة بيشة المهندس سالم محمد القرني، إصدار التراخيص الخاصة بمشاريع مزارع الدواجن الواقعة في جنوب القاع، بعد أخذ موافقة الجهات الحكومية ذات الصلة ومنها البلدية. وأوضح مدير ابتدائية القاع مناحي محمد أن مبنى ابتدائية القاع للبنين تم اعتماده وبدأ المقاول في تنفيذه ولكن توقف عن العمل لوجود قبور قديمة في أرض المبنى الحكومي. وأضاف أن الأرض المجاورة للمبنى الجديد هي أرض ملاعب رياضية كانت تابعة لرعاية الشباب في السابق وتم تحويها إلى وزارة التربية وأصبحت ملكا لها، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في إنشاء مبنى المدرسة، لافتا إلى أن وزارة الشؤون البلدية طالبت التربية والتعليم دمج صك أرض مبنى المدرسة مع صك الملاعب الرياضية وجمعها في صك واحد بحيث تتم إقامة مبنى المدرسة على الأرض المجاورة.