ذكر سكان مخطط الريان وسط حي الحرازات شرقي جدة أنهم باتوا يفكرون في الرحيل بعدما ضاقت صدورهم من التلوث المريع في صحة البيئة وانتشار الغازات السامة من مردم قريب من مساكنهم يشهد يوميا عمليات إحراق إطارات تالفة ومخلفات من مختلف الأنواع والأشكال. وقالوا إنهم ظلوا في معاناة لنحو شهرين الأمر الذي أصاب الأطفال والمسنين بأمراض الصدر وضيق التنفس فضلا عن الروائح النافذة التي تتصاعد من المردم الكريه. وبحسب شكاوى الأهالي فإن النتائج السلبية للمردم بدأت تظهر على صحة القاطنين في المنطقة. وتتزايد الاعتلالات كل يوم دون أن تتحرك أي جهة لوضع حل لهذه المعضلة. وأشار المتحدثون إن قوات الإطفاء تدخلت أكثر من مرة لإخماد نيران المخلفات والإطارات دون اتخاذ خطوة تقضي على الحالة من جذورها. اتهام «البلدي» ويصف خالد المالكي أحد سكان الريان، الوضع العام للبيئة بالمزري موضحا أن الأسباب التي أدت إلى تفاقم معاناة السكان تتمثل فيما أسماه غياب الجهات المعنية في الشأن البلدي عن أداء واجباتها بالشكل المطلوب. ويقول المالكي إن السكان حاولوا أكثر من مرة نقل الملاحظات والانتقادات إلى الجهة المعنية لكن استجابتها لم تكن بالصورة المطلوبة وأبدى المالكي استغرابه من استمرار انبعاث الغازات السامة والكريهة وسط مساكن يقطنها أطفال ونساء ومسنين، معربا عن قلقه على أوضاعهم الصحية. واتهم المالكي وافدين غرباء بإضرام النار في المردم دون حسيب أو رقيب ويستغرب محمد الذيابي انتشار الظواهر السلبية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نموا سكانيا ملحوظا وطفرة عمرانية تتزايد يوما بعد آخر مع التسهيلات الأخيرة في القروض العقارية. ويقول الذيابي إن معظم السكان من محدودي الدخل، الذين دفعتهم ظروفهم المادية إلى السكن في المنطقة إلا أن مخلفات المردم وما تفرزه من مواد سائلة وروائح جراء الاحتراق والأدخنة الناجمة من حرائق الإطارات والكابلات أصبحت خطرا طاردا للأهالي. واعتبر الذيابي تجاوزات العمالة الأفريقية في الإضرار بالبيئة ومواصلة إشعال الحرائق بشكل يومي معضلة تحتاج إلى حل وتحرك عاجل أسوة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية في حرائق المردم الشمالي ونحى الذيابي باللائمة على الأمانة والمجلس البلدي الذي قال عنه «ما زال بعيدا عن همومنا وشكاوانا». من جانبه، يطالب فيصل السلمي سكان مخطط الريان بضرورة التحرك العاجل لمعالجة أوضاع العمالة المخالفة، وإيقاف رمي المخلفات في المردم المجاور لمنازلهم وطمر مصادر الغازات بشكل تام. مشيرا إلى أن العمالة الأفريقية التي تسببت في إضرام الشرارة الأولى للحريق في الإطارات لاستخراج بقايا الأسلاك المعدنية بدأت في التزايد بوتيرة سريعة مشكلة هاجسا مخيفا في نفوس الأسر. وقال السلمي إن الجميع يقدر الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية في شرطة جدة لمحاولة ضبط الوضع الأمني وتعقب الظواهر السلبية ولكن النتائج مازالت دون المستوى المطلوب لاتساع المنطقة وعدم وجود مركز للشرطة. تحذير طبي وأمني اختصاصي في الشأن البيئي حذر من خطورة تدني مستوى الخدمات وحرائق النفايات على الصحة العامة وآثارها السلبية على صحة الأطفال وكبار السن خصوصا الذين يعانون من مشاكل في التنفس وشدد المختص على ضرورة تشديد الرقابة من أمانة المحافظة والجهات المختصة للحفاظ على الحد الأدنى من المستوى الصحي والبيئي المطلوب والتصدي لأية مخالفات حرصا على صحة الإنسان التي لا تقدر بثمن. من جانبه، أوضح المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد تخصيص الرقم 6425550 لاستقبال البلاغات غير العاجلة. وقال إن بإمكان الجميع التواصل وتقديم بلاغاتهم وملاحظاتهم في الظواهر السلبية غير الطارئة التي تقع ضمن اختصاص الشرطة وسيتم بعد التأكد من صحة المعلومات العمل بشكل مباشر على اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. في الأثناء أوضحت إدارة المرادم في أمانة جدة أن مسؤوليتها تقتصر على إدارة المرادم المملوكة للأمانة والمصرحة. وما عدا ذلك ليس لإدارة المرادم أية سلطة حيث إن المرادم عشوائية وما يحدث من مخالفات تقع ضمن اختصاص ومسؤولية البلديات الفرعية التي تقع في نطاقها الرسمي ومن المفترض أن تقوم بمتابعتها والتعامل معها.