يتذمر سكان الخمرة جنوبي جدة والأحياء المجاورة من تدني مستوى الصحة البيئية وانتشار التلوث والغازات السامة المنبعثة من المردم نتيجة حرق الإطارات التي تضرمها العمالة الأفريقية بشكل يومي. وبحسب شكاوى الأهالي فإن معاناتهم أزلية ولم تلح في الأفق بوادر لإنهائها رغم ظهور نتائجها السلبية على صحة القاطنين في المنطقة وتحول سمائها إلى السواد بفعل الأدخنة الناجمة عن المردم. ويصف محمد المجرشي أحد سكان القرينية الوضع العام للبيئة بالمزري، موضحا أن الأسباب التي أدت إلى تفاقم معاناة السكان نتيجة لغياب الجهات المعنية في الشأن البلدي والأمني عن أداء واجباتها بالشكل المطلوب. ويقول المجرشي «حاولنا إيصال ملاحظاتنا للجهات المعنية إلا أن استجابتها كانت محدودة، وحظائر المواشي تسد واجهات المدارس الحكومية للبنين والبنات وأكوام مخلفات البناء تنتشر في جميع المساحات الفضاء»، وأبدى استغرابه من تزايد أعداد العمالة المخالفة والمتخلفة بشكل كبير الأمر الذي أثار مخاوف في نفوس أولياء الأمور على أسرهم خاصة وأنهم يغيبون عن منازلهم بسبب ظروفهم العملية ساعات طويلة. من جهته، يستغرب عبدالله القرني من سكان الخمرة انتشار هذه الظواهر السلبية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نموا سكانيا ملحوظا وطفرة عمرانية تتزايد يوما بعد آخر مع التسهيلات الأخيرة للقروض العقارية. ويقول عبدالله القرني إن «الخمرة والضواحي المجاورة لها ذات مساحة واسعة وموقع متميز للراغبين في السكن، وخصوصا من محدودي الدخل، إلا أن مخلفات المصانع وما تفرزه من مواد سائلة تقوم بإلقائها في المساحات الفضاء وأحواش السكراب وكبس الحديد التي أنشأتها العمالة المخالفة بعيدا عن أعين الرقابة، وكذلك سحب الأدخنة الناجمة من حرائق الإطارات والكابلات أصبحت خطرا طاردا للأهالي». واعتبر القرني تجاوزات العمالة الأفريقية في الإضرار بالبيئة ومواصلة إشعال الحرائق بشكل يومي معضلة تحتاج إلى حل وتحرك عاجل أسوة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية في حرائق المردم الشمالي ونحا القرني باللائمة على الأمانة والمجلس البلدي الذي قال عنه «ما زال بعيدا عن همومنا وشكاوانا». بدوره، يطالب أحمد العتيبي من سكان مخطط المنح في الخمرة بضرورة التحرك العاجل لمعالجة أوضاع العمالة المخالفة، مشيرا إلى أن أعداد المجهولين بدأت في التزايد بوتيرة سريعة مشكلة هاجسا مخيفا في نفوس الأسر. وقال العتيبي إن الجميع يقدر الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية في شرطة جدة لمحاولة ضبط الوضع الأمني وتعقب الظواهر السلبية ولكن النتائج مازالت دون المستوى المطلوب لاتساع المنطقة وعدم وجود مركز للشرطة. وعند سؤاله عن حرائق المردم والروائح الكريهة، يجيب «سببت آثارا سيئة على صحة أسرهم وخصوصا الأطفال حيث يعاني معظمهم من مشكلات مزمنة في التنفس». من جهته، حذر بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي في جدة من تدني مستوى الخدمات في منطقة الخمرة وأحياء القرينية التي تشهد ارتفاعا ملحوظا للكثافة للسكانية، ويتشكل أغلبها من محدودي الدخل. وشدد بسام أخضر على ضرورة تشديد الرقابة من قبل أمانة المحافظة والجهات المختصة للحفاظ على الحد الأدنى من المستوى الصحي والبيئي المطلوب والتصدي لأية مخالفات، مضيفا «نواصل متابعة الملفات المفتوحة في الخمرة والقرينية وخصوصا التلوث البيئي».