عندما نصادف خللا ديناميكيا نبحث في قانون الحركة والسكون ونستدرج الذكريات القديمة مع مادة الفيزياء ومدى تعثر البعض في قوانينها ومعادلاتها وتجاربها واستنتاج النظريات ونبحث عن طريق إلى كل حالة، والفيزياء تشكل جزءا هاما من فلسفة العلوم، ومدى علاقتها بالطبيعة والإنسان، وتتشارك مع الحاضر بالتقنية الحديثة، التي كادت تفقد الناس صوابها، ظهرت النسبية الخاصة عام 1905 م على يد «ألبرت أينشتاين» كبديل عن نظرية «نيوتن» في الزمان والمكان لتحل بشكل خاص مشاكل النظرية القديمة، لقد كان لإعلان النظرية النسبية أثر عميق جدا وكان أروع الأمثلة في ذلك في تفكير الإنسان بشكل عام، تجربة «ميكلسون» و«مورلي» التي أحدثت اضطرابا كبيرا في الفيزياء، إن تحقيق السعادة التي يبحث عنها الإنسان في مجتمعنا تتمحور في المادة ليبلغ غايته دون النظر إلى تأسيس مفهوم للأجزاء المتبقية من الحياة، الديناميكية إذا تعطل جزء منها تغيرت دوافع واعتبارات المفهوم السلوكي، وتوقف العقل عاجزا، وتوالت ردة الأفعال غير المتوقعة، وانتهت إلى إقصاء الروح وإعدام الذات وكسر سلم النجاة، لا تكن عميلا مخلصا للفشل أو حليفا خائنا يتآمر على حياة الآخرين، اتبع سبل الإنتاج الإيجابي الذي يرفع نسبة الشرعية في الحياة، لم نستورد التقنيات الهائلة لنقتل أرواح وهبها الله أمانة في الأعناق، بسبب عجز قدرات أو موروث لم ينجح، لم يكن الخطب في النوازع الذاتية بل في الانسجام والتماسك، ليست الحضارة ومواكبتها في الاقتناء والثراء والمظهر الباذخ، الحضارة أن تصنع فكرا يؤهل إلى وئام مع الحياة، والتحرر من براثن التراجع المؤلم، والوجهة المجهولة التي انتابت العقول.. يا حبذا لو لاحظ القارئ أننا كلما ذكرنا العلوم وآثارها على البشر والقيمة العلمية العالية للعلماء والمفكرين القدماء، تكون الصيغة في السرد فعلا ماضيا، وكأننا نندب حظ الحاضر الذي لم يكن له نصيب منها، من السوء أن يقف الفرد عاجزا عن تحقيق غاياته في حقبة لا تنطق إلا أرقاما قياسية لكل وسيلة، لم يكن الفقر العائق الوحيد في العالم الثالث بل الجهل الذي تجاوزت نسبته مراحل الموارد، لم يكن العالم القديم يعول على الثراء لكي يتقدم بل انكبت أرواحهم على التحصيل رغم الظرف الحجري الصلب شيدوا ممالك وحصونا علمية من عطاء الطبيعة، وتجلت قدرة السواعد الحديدية التي كانت تتحد مع العقول إلى درجة التحالف المطلق.