أوضح مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي أن البلاد تمر هذه الأيام بذكرى البيعة السابعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تتجاوز حدود التذكر، لتحقق لنا جميعا فرصة التأمل العميق لما تم من إنجازات طالت كافة نواحي الحياة في بلادنا التي حققت في مدتها السابقة معجزة الصحراء في العصر الحديث كما عبر عنها أحد المفكرين السياسيين في حديثه عن التجربة السعودية الحديثة، التي يقود زمامها الآن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي كانت علامة فارقة في مسيرة البناء السعودي منذ تأسيس هذا الكيان. وقال إن ذكرى البيعة التي نعيشها الآن تحتم علينا أن نكون أكثر استلهاما لما قدمته معطيات هذه التجربة وما أضاءته ملامحها من إشراقات تنموية في كل مجالات العمل والكفاح، سواء كانت اقتصادية أو تعليمية أو صحية: ويزداد مجال التأمل حينما نتحدث بكل فخر واعتزاز عن كل لحظة تجسد فيها الوطن ليعكس آمال وطموحات أبنائه ويكون نبعا يفيض بالخير والعطاء المتجدد ليس على أهله فحسب وإنما على كل البلدان، ويؤكد أن تنمية تحفظ للأجيال القادمة حقها في موارد البلاد وخيراتها واستثمارها لهذه الخيرات قد تجاوزت كل المعاني القريبة وحققت ما هو أبعد من النجاحات في استغلال موارد البلاد، ذلك أنها ترعى مستقبل شباب هذه الأمة وتسعى جاهدة لتحقيق طموحاته في مستقبل يعمه الخير ويقوم على سواعد أبنائها من هذا الجيل الواعد. وأضاف أن المملكة شهدت منذ مبايعته يحفظه الله المزيد من المنجزات الحضارية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة ووصلت إلى كل مدينة وقرية عانقت نسائم العطاء وغمرها فيض الرعاية سواء في القطاعات الاقتصادية أو التعليمية أو الاجتماعية أو النقل والصناعة والزراعة لتشكل في مجملها إنجازات جديدة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ ففي المجال السياسي كانت للمملكة رؤيتها السياسية التي تجاوزت في عمقها أكثر تجارب المنطقة والعالم ديمقراطية وحوارا في استيعاب رؤى وأفكار أبنائها في الداخل والتواصل مع الثقافات والحضارات في الخارج، سعيا للإسهام في تحقيق رؤى تشارك في صياغة حضارة البشرية واستلهام متطلباتها في هذه الحقبة من الزمن، ولم يكن ذلك وليد اللحظات وإنما جاء امتدادا لتمسكها بالثوابت الإسلامية واستمرارا لما انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، القائم على سياسة الاعتدال والحكمة وبعد النظر على كافة الأصعدة ومنها الصعيد الخارجي؛ وكان أبرزها مشاركتها في اجتماع مجموعة العشرين، وتصدرها قائمة الدول الأفضل في بيئتها الاستثمارية حيث صنفت في المركز الثالث عشر في مجال الاستثمار على مستوى العالم في تقرير البنك الدولي وعلى المستوى التعليمي، فقد شهد هذا العهد تطورا لافتا تجاوز حدود الزمن تمثل في العديد من المشروعات التعليمية العملاقة، كإنشاء الجامعات، إذ بلغ عددها 35 جامعة حكومية وأهلية وانتشرت برامجها التعليمية والثقافية المختلفة لتغطي كافة أرجاء البلاد ولتقدم تعليما متميزا بات يحرص على الدخول في مضمار التنافس العالمي؛ وهو ما جسدته بعض الجامعات وأبرزها في هذا المجال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون واحة علمية وبحثية وارفة الظلال تهوي إليها من كافة أقطار العالم، كما حقق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي تم تخصيص ميزانية ضخمة له تربو على 16 مليارا يفيد منها ما يقرب من 120 ألف مبتعث ليكون خطوة فاعلة لتحقيق التنمية البشرية وبناء الإنسان والحصول من خلاله على أرقى مراحل التعليم في وقت أصبحت فيه المجتمعات الحديثة تقاس بالبناء المعرفي للمجتمع، ويعد التعليم ومخرجاته أحد أهم ركائزها الأساسية. ولفت إلى أن جامعة تبوك التي انشئت منذ خمسة أعوام، تحظى برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين قائد التعليم الأول في المملكة، كما تحظى بدعم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، مما جعلها تخطو خطوات سريعة في مسيرتها الأكاديمية قياسا بعمرها الزمني الصغير، شملت التوسع في إنشاء الكليات والتخصصات العلمية التي تنعكس على نهضة البلاد وترفع من مستوى طلابها، حيث إنشاء كليات جامعية بمحافظات المنطقة لتكون نواة لفروع الجامعة بالمحافظات، إلى جانب العمل حاليا على مشروع المدينة الجامعية، ومشروع المستشفى الجامعي. وأكد في ذلك الصدد أن الجامعة تشهد في كل عام قفزات أكاديمية تزيد من مكانتها العلمية سواء داخل المملكة أو خارجها مشيرا إلى أنه في 10 ربيع الآخر 1433ه صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على إنشاء كلية الشريعة والأنظمة بجامعة تبوك، لتنضم إلى كليات الجامعة، حتى تغطي كافة التخصصات وتلبي احتياجات أبناء المنطقة في توفير فرص تعليمية متنوعة. ولما كانت الإنجازات تفوق مد الحرف ومساحته فإننا وبكل حب وانتماء نجدد البيعة لملكنا المفدى، يحفظه الله، وانطلاقا من انتمائنا وانصهارنا في هذا الكيان وهذه التنمية الشاملة بمفهومها الواسع؛ نؤكد سعينا وحرصنا على أن تكون بيعتنا عملا وكفاحا وتمسكا بالثوابت وحفاظا على مقدرات الوطن وسعيا للانتظام في مسيرة تحقيق أهدافه. وفي ختام تصريحه دعا مدير الجامعة أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين ويمده بعونه وتوفيقه، ويشد أزره بولي عهده الأمين حفظه الله ولتبقى بلادنا عالية الهامة إلى مدارج العلى تخطو بثقة الإيمان بالله ثم بعزم قادتها الميامين وأبنائها المخلصين.