عبد الله ومبروكة، شاب وفتاة ضاقت بهما الحياة ذرعا، يعيش كلاهما ظروفا سيئة إذ لا دخل ولا وظيفة، ومن أسرتين فقيرتين. فجأة جاءت لحظة الالتقاء في مشروع زواج بالمسيار، بعد أن منعتهما الظروف من الزواج المعتاد والمكتمل هربا من المهر وتكاليف الزواج، ورفض ولي الفتاة تزويج شاب عاطل عن العمل، فلم يجدا بدا من العيش دون مأوى حيث افترشا الحدائق عدة شهور قبل أن يتفقا على تسجيل زواجهما رسميا، فصدر حكم المحكمة بتوثيق الزواج رسميا وسجنهما ثلاثة أشهر عقابا على الزواج دون موافقة ولي أمر الفتاة، وبعد انقضاء المحكومية خرجا من جديد فلم يجدا سوى ساحات الحرم مأوى في الليل والعمل في دفع العربات وبيع زمزم في النهار، حتى وقعا في قبضة لجنة مكافحة الظواهر السلبية التي رفعت لإمارة منطقة مكةالمكرمة بوضع الأسرة وحاجتها الملحة للسكن، فصدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتأمين شقة سكنية في أحد الأربطة الخيرية في أحد أحياء مكةالمكرمة مطلع العام الحالي بعد 12 شهرا من الشتات. يقول الشاب عبدالله الشهري: ليس لدي دخل يعينني على قضاء حوائجي وليس لدي سكن لولا توفيق الله ثم صدور توجيه أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتأمين سكن لأسرتي المكونة من زوجتي وابنتي غلا، وهذه اللفتة الكريمة من سمو أمير مكة قضت على معاناتي من عدم توفر السكن بعد أن اطلع على معاناتي في تقرير لجنة مكافحة الظواهر السلبية الذي يشرح ظروف إقامتنا في ساحات المسجد الحرام، مضيفا: تم تأمين شقة سكنية لنا في رباط خيري واستقر وضعنا نسبيا لكنني أطمح إلى الحصول على سكن دائم بعد أن تبلغت من إدارة الرباط الخيري بضرورة مغادرة الشقة السكنية لرغبتهم في تخصيصها لسكن الأرامل والمطلقات، في ظل عجزي عن تأمين إيجار شقة سكنية. ويسرد الشهري قصة زواجه من مبروكة: مثلي مثل أي شاب يطمح إلى الزواج لبناء أسرة وتحقيق الاستقرار لكن ظروفي المادية منعتني من تحقيق الحلم فالزواج يتطلب مهرا وشقة سكنية وتحقيق متطلبات الحياة الزوجية فاضطررت إلى البحث عن الزواج بالمسيار، وعثرت على فتاة قبلت بالزواج مني وتقبلت ظروفي وبلغت تكاليف الزواج قرابة 5 آلاف ريال، لكننا واجهنا رفض أسرتي وأسرتها وعقدنا الزواج دون موافقتهم بعد أن نشأت بينا قصة حب، وكلفنا ذلك خسارة أسرتينا، ما دفعنا إلى اللجوء للمحكمة لإثبات زواجنا، فصدر بحقنا حكم شرعي يقضي بسجن كل واحد منا ثلاثة أشهر، وبعد انقضاء المدة تمكنا من العودة للعيش سويا بعد صدور صك إثبات الزواج، لكن ظروفي المادية لا زالت صعبة ومعقدة وليس لدي وظيفة وأعمل حاليا في دفع العربات وبيع ماء زمزم لتغطية نفقات أسرتي اليومية.