عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية أصبح زواج المسيار ضرورة اجتماعية مع تزايد عدد العوانس في بلادنا .. ونحن نعرف أن مأساة العوانس سببها أساسا النظام الاجتماعي، وما زال الماضي يطارد المستقبل، ولست أقصد مطلقا إدانة الماضي ففيه أحداث ورجال صنعوا التاريخ .. ولكن هناك ضرورة أن نتواكب مع معطيات العصر وضروراته التي حتمت مثلا تعليم الفتاة فكيف تحصل فتاة على البكالوريوس والليسانس والماجستير والدكتوراه ثم تعود إلى البيت لتذبل. على كل حال نعود إلى موضوعنا وهو زواج المسيار .. وأنا أيدت هذا النظام فهو زواج كامل إلا قليلا .. وهو يكسر حاجز العنوسة المذلة، وربما تحصل منه زوجة المسيار على ابن أو بنت أو أكثر يمنحها سنوات أمومة دافئة، فالمسيار إذن هو زواج ضرورة وأوافق عليه من هذه الزاوية .. ولكن للأسف الشديد فبعض رجال المسيار أو أزواج المسيار لا يحترمون هذا الزواج أو لا يحافظون عليه .. ونسمع بعد ذلك قصصا عن زوج قاس أو بخيل، أو حتى سخيف .. وقد نشرت الصحف قصة مسيار تم زواجه في «المدينةالمنورة» من شابة في الثلاثين من عمرها وهو يعمل في جهة أمنية في «الطائف» .. وقد اشترط ألا ينجبا .. فهو يريد زواجا بلا مسؤولية، ولكن حدث بعد أربع سنوات أن حملت الزوجة، وأخبرت زوجها فطلب منها أن تجهض نفسها لأنه على وشك الزواج من ابنة عمه، وهو يريد إنهاء علاقته الزوجية بها دون إنجاب .. ولكن غريزة الأمومة الهائلة دفعتها للاحتفاظ بالجنين، وتحول الرجل إلى وحش وأخذ يعاملها بقسوة، وينقلها من بلد إلى بلد، وفي كل مرة ينهي العلاقة الإيجارية بالشقة التي يقيمان بها حتى لا تعود إليها .. وهكذا انتهى بها المطاف في حي «المعابدة» في «مكةالمكرمة»، وكانت في شهر حملها الأخير .. وسرعان ما خرج ولم يعد .. تركها وهي تعاني آلام المخاض وهرب بعد أن أخذ كل الأوراق الثبوتية الخاصة بها ولم تجد الزوجة مفرا من إبلاغ قسم الشرطة التي لم تستطع إثبات شيء أمامه .. ويطول الحديث عن معاناة الزوجة المسكينة .. ونقلها إسعاف «الهلال الأحمر» حيث وضعت حملها .. وبدأت رحلة عذاب ما زالت مستمرة في البحث عن الزوج الهارب!! زواج المسيار نعم .. ولكن!!