تلعب البيئة المحيطة دورا مهما في وقاية المدمن من الانتكاسة بعد إقلاعه عن الإدمان، وأحيانا كثيرة يحتاج المدمن إلى تجنب الأصدقاء القدامى وتكوين وسائل دعم مختلفة وجديدة تساعده في مشوار التعافي من الإدمان، ومن هنا يحتاج المتعافي من الإدمان إلى البقاء لعدة أشهر في بيئة آمنة وصديقة تساعد في تعلم وممارسة مهارات ضرورية للاستمرار في التعافي. وأوضح ل«عكاظ» سعيد سالم الاسمري رئيس البرنامج العلاجي للرعاية اللاحقة، ومنزل منتصف الطريق في الرياض، أن برامج التأهيل تعتمد على مفهوم أساسي وهو معرفة أن مشكلة الإدمان ذات أبعاد متعددة ومتنوعة تشمل الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية. ويضيف «لتحقيق ذلك جاءت فكرة إنشاء منزل منتصف الطريق كمكان يوفر لمريض الإدمان بيئة محمية يقيم فيها لفترة محدودة لمرحلة انتقالية ما بين المستشفى والبيئة الخارجية، وحتى يتهيأ لمواجهة الحياة والتعامل مع ضغوطاتها دون الحاجة للتعاطي، ويستقبل مرضى الإدمان الذين أنهوا فترة الأعراض الانسحابية أو أعراض التسمم في أقسام التنويم بالمجمع». وزاد: يستقبل المنزل الحالات التي تحضر طوعا للعلاج، ولم يتم تنويمها لعدم وجود أعراض انسحابية أو تسمم مع وجود رغبة دافعة للتعافي، حيث يتم تقييم الحالة من خلال التقييم في قسم الإسعاف، ثم في مجموعة العيادة، مشيرا إلى أن المنزل بدأ في استقبال الحالات اعتبارا من 28/1/1430ه، وأن سعته السريرية 90 سريرا وهو مجهز بالأثاث المناسب مع مراعاة شروط السلامة، وتم افتتاحه رسميا برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في 29/3/1431ه. ويقع (منزل منتصف الطريق) في محافظة الدرعية بالقرب من مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، ومدة الإقامة في المنزل تسعة أشهر كحد أقصى، حيث تعد هذه الفترة مناسبة لمساعدة المتعافي في مشواره لإعادة الاندماج في المجتمع، وأثناء فترة البقاء يلتزم النزيل بمهام وشروط وإنجازات تعتبر أساسية لاستمراره في المنزل بإشراف مباشر من قبل فريق علاجي متخصص يضم طبيبا استشاريا وأخصائيين نفسيين واجتماعيين ومرشدي تعافي ومرشدين دينين وممرضين.