مرت مباراة ثمن نهائي مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي بين فريق الاتفاق السعودي ونظيره الكويت الكويتي يوم الثلاثاء الماضي بهدوء، وتأهل الاتفاق بالهدوء نفسه، مع أنها سجلت حدثا جديدا في ملاعبنا. فقد قرر أب أربعيني وبمحض إرادته أن يصطحب بناته الثلاث إلى الملعب مستفيدا من أن نادي الاتفاق جعل الدخول مجانا. كانت ملامح شخصية الأب الأربعيني من النمط السائد في المجتمع، فلا هو حليق الشارب واللحية حتى يظن حراس الفضيلة أنه «ليبرالي» ، ولا هي لحيته أطول من اللازم ليصنفه «الليبراليون» بالسلفي المنفتح وليس من فئة الظلاميين. وكان الثلاث فتيات يجلسن حوله، الطفلة على يمينه، فيما الاثنتان كانتا على يساره ترتديان العباءة، وكان ينظر لأكبرهن، ربما يتحدث معها حول أمانيهن بأن يحضرن للملعب ويشاهدن المباراة على الطبيعة وليس من خلف شاشة. يخيل إلي إن وصل القارئ لهذا السطر سيتساءل البعض: ما الذي يود أن يقوله الكاتب، وهل هو مع حضور المرأة للمباراة؟ وأجيب: لست مؤيدا ولا معارضا لحضور المرأة، لأني لا أسمح بأن يطرح المجتمع قرار حضوري المباراة في الملعب للتصويت، فهذه حريتي الشخصية، لا يحق لأحد انتزاعها مني، وبالتالي لا يحق لي أن أفعل ما لا أسمح به، وأؤيد أو أعارض على حضور أحد، فهي حرية شخصية يقررها الشخص. أما ما أريده: فهو ألا يضايق بعض أفراد المجتمع الأسر إذ تقرر بمحض إرادتها أن تذهب للملعب كما فعل هذا الأربعيني حين اصطحب بناته، فيتم تخويف البقية، من أجل فرض رأيك بالقوة على شخص قرر ممارسة حريته الشخصية دون أن يؤذي أحدا.. فأنت والآخر وأنا من حقنا أن نقرر نحن وأسرنا ما الذي نريده، وهل نريد الذهاب لمكان ما، أم هذا المكان لا يروق لنا، ولكن لا يحق لنا أن نمنع البقية من شيء، حين لا يروق لنا هذا الشيء ؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]