صديقي .. وماذا بعد .. ؟ اليوم عدت للبيت منهكا ومتعبا ومتسخا ومحبطا، ومازلت ذاك الشاب الذي يخيفه المستقبل، ربما لأن الحكومة والمعارضة ولجنة الحكماء وأمريكا وإسرائيل وإيران وحتى مفتي قطر «يوسف القرضاوي» يحاولون اختطاف مظاهرتنا البريئة لفض بكارتها، وتدنيسها بالسياسة. كل هؤلاء يا صديقي استعادوا توازنهم الذي فقدوه في الأيام الأولى، وبدؤوا في غوايتنا لفرض سيطرتهم علينا، من أجل التفاوض نيابة عنا، ولكن على ماذا يتفاوضون، وهل يعرفون ما الذي أريده ؟ المعارضة تريد تلبيس المظاهرة ثوبا دينيا أو علمانيا لتقفز على السلطة، ولجنة الحكماء الثمانين الذين لم يستفد أحد من حكمتهم، لأن لا شيء تغيير منذ أن أصبحوا حكماء، يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون للشباب للبدء من جديد فيما هم على بوابة النهاية، والنظام يقدم لنا الوعود كما كان يفعل منذ 30 عاما ويطالبنا بالعودة، وأمريكا جاهزة للتفاوض مع أي سلطة لتحقق مصالحها الشخصية وليس مصالحنا نحن، فيما المرجع الإيراني يبارك مظاهرتنا ويلعن مظاهرة شباب إيران الخائفين من المستقبل مثلنا. حتى القرضاوي الذي قرر بمحض إرادته أن يأخذ الجنسية القطرية بحثا عن حياة أفضل، يطالب الجيش بالانقلاب على هذا الانقلاب الذي يوصل «الإخوان المسلمين» إلى السلطة، ومع كل خطبة يحثنا على الكفاح دون أن يحدد لنا نوع هذا الكفاح، وهل نبحث عن جنسية أخرى مثله ونترك وطننا، أم مثله نصبح شيوخ دين نجني الأموال من تحكمنا في حرية الإنسان فنحدد له كيف يعيش وكيف يتزوج وكيف ينجب وكيف يأكل وكيف يموت ؟ الآن وأنا أعيد ترتيب أوراقي يمكن لي أن أخبرك لماذا خرجت إلى ميدان التحرير ؟ يا صديقي لم يكن هدفنا الأول تغيير النظام، لأن لا أحد منا فكر أن يقفز على السلطة، ولا يهمنا نوع الحكم ولا يعنينا كثيرا الشكل والتوريث، فالسويد مملكة منذ مئات السنين، ولا توجد دولة تضاهيها في الديمقراطية والعدل والمساواة، بما فيهم أمريكا القبيحة على مستوى الخارج لا تملك عدل السويد. أنا خرجت لأن الحياة أصبحت لا تطاق، والطبقة الوسطى بدأت تتساقط وأصبح الغالبية تحت خط الفقر، لهذا كان لابد أن أخرج كمحاولة أخيرة لتغيير حياتنا.. هذه الحياة القبيحة التي تدفعنا للفقر.. لسوق «النخاسة».. فهل تغيير حياتنا لتصبح حياة كريمة أمر مستحيل ؟ هذه كل الحكاية يا صديقي، على الأقل حكايتي أنا. التوقيع : صديقك الخائف من المستقبل. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة