بما أن الإنسان العربي ذاكرته قصيرة، هل تظنون أنني لو قمت بإعادة نشر مقالاتي القديمة في عكاظ سيلاحظ القارئ ذلك؟! خاصة أنها تناقش نفس المشكلات والقضايا التي يبدو أن الساعة ستقوم دون أن تجد لها حلولا ! عندما أعود إلى أرشيف مقالاتي التي بدأت نشرها في عكاظ منذ 15 عاما أجد معظمها تناقش نفس المشكلات و القضايا التي مازلنا نطرحها اليوم بكل تفاصيلها.. مشكلات التعليم، الصحة، النقل، الزحام، التخطيط، الإسكان، الفقر، البيئة، البطالة، السعودة،المحاكم، البيروقراطية. تغيرت وجوه المسؤولين ومازالت المسؤولية تدور في نفس الدوامة ! ربما شهدنا حراكا في التعليم العالي بفضل الابتعاث، وتطور أداء بعض الإدارت كالجوازات و الأحوال المدنية و الجمارك بفضل التقنية لكن البقية لم تكن مشكلتها تكمن في التقنية، بل في بطء استيعاب حقيقة أن التقنية لا تعني السرعة في أرشفة وترقيم وتمرير المعاملات بقدر ما هي أن تكون بساط ريح تركبه العقول و الأفكار لتطوي بعد المسافة و الزمن ! جزء من مشكلتنا يكمن في أننا نسن أنظمة مثالية لا نطبقها، و إذا طبقناها كان تطبيقها استنسابيا يعطل مفعولها، و الجزء الآخر يكمن في غياب ثقافة العمل التكاملي بين بعض الأجهزة الحكومية، فكل يغني على ليلاه و بدلا من أن يكون عنصر تكامل و تناغم و تفاعل لترجمة السياسة العامة للدولة في التنمية والإنجاز يتحول إلى مصدر عرقلة و تعطيل ! تتوقعون هذا المقال جديدا أم قديما ؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة