يغوص نادي التهامي من جازان في عمق التاريخ الرياضي، باعتبار أنه أقدم أندية الجنوب وسادس ناد سعودي من حيث التأسيس الرسمي بين أندية المملكة البالغ عددها 153 ناديا، ومن يتعقب انتفاضته الأخيرة وسيره الجاد نحو العودة للمجد، حيث البدء في التأهل لدوري الدرجة الثانية، يلاحظ التفافة يجسدها أبناء هذه المنطقة الحالمة لمصافحة العلى الرياضي، ومشوار الألف ميل يبدأ من الخطوة الأولى .. وبالتأكيد للتهامي رجالاته وتاريخه ومحبوه والراغبون في أن يكون علامة مضيئة في الخارطة الرياضية ولو بعد حين، ولا سيما أن الرغبة حاضرة، في انتظار أن تحرك مياهه الراكدة، فالفريق على أهبة الوصول إلى مبتغاه الشهر المقبل وهو يسير بخطوات واسعة نحو الدرجة الثانية، دون أن توقف طموحاته الكثير من المعوقات، ويرى ابن مؤسس النادي وأحد العلامات البارزة في فريق التهامي (علي باعشن) أن التحركات الأخيرة تبشر بالخير، رغم المعوقات الكثيرة التي تعرقل وقوف هذا النادي العريق على قدمي الاستعداد. ويشير إلى أن ارتفاع مستوى الفريق في الآونة الأخيرة نتاج عمل منظم لمدرب الفريق وجهد واضح للاعبين ودعم من الجانب الإداري، ويؤكد أن حظوظ الفريق في التأهل للدرجة الثانية كبير، لا سيما أن التصفيات ستكون على ملعب مدينة الملك فيصل الرياضية، بما يعني حضور جماهير التهامي، ويقول «الداعم الأخير قد يخفى على البعض، ولكن من يعرف كم العشق لكرة القدم بين جماهير جازان يعي قيمة ذلك». فترات صعبة وأبان أن تأخر إنشاء المقر الجديد في السويس سيعطل الكثير من البرامج التي ينتظر أن تكون من أولويات النادي، ولذلك يقول «التأخير في إنشاء المقر والذي تسلم مقاول التنفيذ الموقع والمخططات منذ أكثر من سبعة أشهر يؤخر برامج النادي، وسيكون سببا في أن يبقى يدور في فلكه الحالي». ولم ينف باعشن معرفته بكل ما يدور في النادي، رغم أنه خارج سرب الإدارة الحالية، إذ يقول «ما مر على التهامي صعب وصعب جدا وسيبقى الحال كذلك دون وقفة صادقة من الجميع حول هذا النادي العرايق ». قرارات أحادية ورفض الغوص مجددا في أحداث الفترة الماضية التي شهدت أحادية القرار من من رئيس النادي محمد مظفر وابتعاده عن النادي، رغم الارتباط الوثيق بينهما بالقول «ما فات مات، وما يهمني كأحد أبناء هذا النادي أن يكون التهامي حاضرا في هذه الحاضرة الرياضية، وبالتأكيد كانت هناك أخطاء ساهمت في بقاء الفريق جامدا في قوقعته، ثم تغيرت بعض الأمور، وننتظر أن يسير الوضع للأفضل». باعشن الموجه التربوي والرياضي المخضرم وأبن مؤسس النادي (العم محمد سالم باعشن) وأحد أكثر المكلومين ببقاء التهامي رهين هذه الأوضاع يقول «يجب أن نحتفظ بفرصة أن تقام التصفيات هنا في جازان، ومن العدل أن يكون التهامي أول المتأهلين بإذن الله، والأجواء الحالية ستستاهم في هذه النقلة الجديدة، تسايرا مع ما تعيشه المنطقة من تطور مضطرد في جميع المناحي، وحين يرى مقر التهامي النور سيكون له كلمة، وقد عرف منذ أكثر من نصف قرن كشلال نجوم في جميع الألعاب». كرموهم وطالب باعشن إدارة مظفر بتكريم اللاعبين الذين ساهموا في الصعود الحالي، من أجل دعمهم وإيقاظ كوامن العطاء فيهم، وقال «لاعبو الوقت الحالي ينظرون إلى الاحتراف والمال، وطالما أن الأمور لا ترق إلى الاحتراف الرقمي الكبير من خلال أن الفريق لا يعيش هذه الأوضاع بحكم موقعه الحالي، فمن العدل تحفيز هؤلاء الشباب بمكافآت مناسبة». واستذكر باعشن الفترات التي لعب فيها جيله حين كانوا يدفعون من جيوبهم لأجل أن يستمتعوا وتسمتع الجماهير، وقال «ما زلت أتشنف من ذاكرتي صيحات جماهير «الجبل» و«المطلع» حين كانت تسجل إمتاعها ونقابلها بالمثل». وقفة واحدة ووصف باعشن قرعة التصفيات بأنها جاءت متوازنة، مذكرا بضرورة الحفاظ على هذه الفرصة، لأجل أن يكون الفريق في دوري الثانية، إذا ما أراد اللاعبون ذلك، وقال «قد يكون من المهم أن تتدارس مستويات الفريق التي في مجموعتك والمجوعة الأخرى، تحسبا للأدوار النهائية، لأنه من الظلم أن يتم التفريط في الصعود، وقد حانت الأمور لهذا الأمر، ومن العدل أن يقيم الفريق معسكرا لإبعاد اللاعبين عن كل ما يشتت أفكارهم، ويقلل من فاعليتهم، إضافة إلى حاجة الفريق لمباريات ودية، لأجل خلق المزيد من الانسجام والقرب بين اللاعبين». وتطرق باعشن إلى ضرورة استفادة النادي من خبرات اللاعبين السابقين والاستنارة من تجاربهم خلال مشوارهم الرياضي، رافضا التوسع في أمر توحد إدارة النادي الحالية في قراراتها، وعدم رغبتها فتح باب الحوار والتناقش مع اللاعبين القدامى في النادي، وكرر حتمية الاهتمام بالفريق في الفترة الحالية بقوله «يجب أن يلقى الفريق اهتمام الجميع ليتحقق مراد أبناء التهامي بالصعود». دعم نفسي واستشهد باعشن برئيس نادي حطين (فيصل مدخلي) بأنه أنموذج مثالي لرؤساء الأندية ليس في المنطقة، بل في المملكة عموما، وهو يتكفل بمصارف ناديه من الألف للياء، بما يعني أن ثمة قصورا في الإدارة التهامية، كونها تتكون في مجلسها من رجالات أعمال لكنهم لا يقدمون ما يحتاجه هذا الفريق الحالم، وقال «يذكرني بعض لاعبي هذا الفريق بالأجيال السابقة، وأرى أنهم مقبلون على مستقبل باهر مع قليل من الخبرة والمراس، ويعيشون استقرارا فنيا مع مدربهم الحالي، في انتظار أن يجدوا التقدير الأمثل لما يقومون به من عمل جبار». مجموعة قوية واعتبر باعشن أن وجود التهامي في المجموعة الثانية بين فرق الجبيل ومضر ووج بأنه حافز كبير لتصدر هذه المجموعة والانطلاق لبطولة هذه التصفيات، ولم يقلل من قوة هذه الفرق، ووصف فريق مضر بأنه أكثر هذه الفرق استعدادا، لأنه يستفيد من منسقي أندية الشرقية ويجد دعما من هذه الفرق، ويمتلك كادرا تدريبيا جيدا، ونتائجه الأخيرة تعطيه أفضلية جيدة، ولم يقلل القائد التهامي السابق من حضور فريق وج القادم من الطائف، واصفا اياه بالفريق المجتهد، ونوه بحضور فريق الجبيل أحد الفرق المكافحة والتي تلعب كرة جميلة. وكرر حتمية أن يكمل الفريق استعداده لهذه التصفيات بلقاءات استعدادية لأن قرب الفترة (9/6/1433ه) تعني ضرورة البدء في العمل الجاد للفريق وحصر اللاعبين في بوتقة التركيز العالي. ووجه قائد التهامي السابق كلمة للاعبي الفريق الحالي طالبهم فيها عبر منبر "عكاظ" أن يقدروا قيمة هذه الفرصة ومن ثم الانطلاق إلى أفاق جديدي تمكنهم من العودة لسابق الأمجاد، محذرا من مغبة النوم على وسادة الأحلام، ليستفيقوا وقد طارت الطيور بأرزاقها، ووصف الفرصة الحالية بأنه (حالمة) ويجب أن يستثمرها اللاعبون خير استثمار.