• أحب زوجي كثيرا ، فكل شيء في شخصيته رائع إلا صفة واحدة تجعلني في كثير من الأحيان أكرهه وهي عصبيته الزائدة التي تجعله يتصرف معي بكل وحشية ، نصحته كثيرا ولكنه للأسف غير قادر على التخلص من هذه الصفة السيئة ، فبماذا تنصحوني ؟. أروى (الرياض) عرضنا موضوعك يا أروى على استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا فقال : قد لا تكون هذه الصفة مقتصرة على زوجك فقط ، فهناك رجال ونساء على حد سواء يتصفون بالعصبية الزائدة رغم ان شخصيتهم تكون رائعة ويتسمون بدماثة الأخلاق وكل الصفات الحميدة إلا ان العصبية الزائدة تكون المأخذ الوحيد عليهم ، وبالطبع هذه الصفة لا يمكن تغييرها بسهولة طالما هي رد فعل وانعكاس مبرمج في شخصية هذه الفئة ، ولكن يمكن من خلال لغة التفاهم بين الطرفين أن تترك أثرا ايجابيا في الحد منها إلى أن تتلاشى مع مرور الوقت . وطالما ان زوجك يحبك ويقدرك فإنه يقع على عاتقك دور كبير في عدم تصعيد الموقف والتنازل قليلا إلى أن تهدأ الأمور وإفهامه بأسلوب محبب وأن عليه أن يدرك إبعاد الموقف وأن يتجنب العصبية التي تكون نهايتها لا يحمد عقباه . ولزوجك أقول لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة وهو القائل عليه الصلاة والسلام «ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» فضبط النفس والتحكم في غريزة الغضب دليل قدرة محمودة وتماسك كريم و له جزء عظيم عند الله تعالى ، فكلما غرس الإيمان في قلب المؤمن غرست معه السماحة وازداد الحلم وأنار العقل والقلب . وطبيا أجمعت معظم الأبحاث الطبية على ضرورة ان يتخلص المرء من عصبيته حتى لا يكون عرضة لأمراض نفسية وعضوية كثيرة وأخطرها النوبات القلبية المفاجئة ، كما أن الانسان العصبي مناعته ضعيفة وقدرته على مقاومة الامراض اقل كثيرا من الشخص الذي يتميز بالقدرة على الاسترخاء والهدوء والعصبية الى جانب خطورتها الصحية فهي تجعل الانسان غير مرغوب فيه اجتماعيا.