• لم يعكر صفو حياتنا التي اتسمت بالسعادة والأفراح أي شيء، ومع مرور الأيام والسنوات، بدأت ألمس في زوجي أمورا عديدة منها غيابه الطويل عن المنزل، عدم الرد على اتصالاتي في كثير من الأحيان، سفره بين الحين والآخر بحجة عمله وبدون مقدمات، كانت المفاجأة من العيار الثقيل عندما همس في أذني وصارحني بكل برود وبلا إحساس لمشاعري وبكل بساطة: « تزوجت عليك». كانت الصدمة قوية ودخلت في حالة نفسية يرثى لها، و الآن أنا مصرة على طلب الطلاق، والابتعاد عنه واحتضان أولادي الثلاثة، فبماذا تنصحونني؟ أم عماد ( جدة ) • إلى ذلك تجيب استشارية الطب النفسي في الصحة النفسية في جدة الدكتورة أريج فلاته أن الموضوع ذو شقين: الأول: شرعي حيث أحل الله للرجل الزواج بأربع نساء شريطة العدل بينهن وبين كل أبنائه حتى تسير مركبة السفينة بكل آمان واستقرار. ثانيا: الجانب الاجتماعي والنفسي :فطلب الطلاق ليس هو الحل لمواجهة المشكلة، وأن اتخاذ أي قرار في لحظة غضب تكون عواقبه وخيمة ويكون الأطفال هم الضحية، فأسوأ القرارات هي التي تؤخذ في لحظات الغضب والمرض والحالات الحرجة، فطلاقك منه لن يحل المشكلة مهما كانت ظروفك الاجتماعية والمادية، فهناك أمور عديدة لابد أن تدركيها منها احتياج الأبناء إلى حنان الأب، فمهما كانت الأم حنونة وملبية لطلبات ورغبات أبنائها ،فإنه لا يغني عن وجود الأب. لنفترض أن ظروفك المادية جيدة وتؤهلك للابتعاد عنه واصطحاب الأبناء معك ،فإنه لا يستبعد أن يتعرض هؤلاء الأطفال إلى حالة نفسية تنعكس سلبا على شخصيتهم،لا سيما إذا كان تعلقهم به كبيرا. أقدر جهدك وتفانيك في خدمة زوجك ومثاليتك في العطاء ،ولكنني أهمس في أذنك أن أي قرار تتخذينه لابد أن يكون حكيما ومدروسا، وليس من باب تفريغ شحنات الغضب، فاستمري على ذمته ولا تكوني سلبية من أجل كيان واستقرار أسرة. ولزوجك أقول: بما أنك أقدمت على الارتباط بالثانية فأنت الآن أمام مسؤولية جسيمة بين أسرتين فكن عادلا بما أوصاك الله به، وتذكر دائما أن زوجتك الأولى هي أم أبنائك.