فن البدواني أو الرجيعي واحدة من أروع الفنون الشعبية في منطقة الحجاز، نظرا لجمال ألحانها وعذوبة أغصانها وللهوى المصاحب أغلب مفرداتها. فهو فن كتب لنفسه قاعدة شعبية وجماهيرية عريضة قلما تكون للعب غيره. فقد امتد هذا الفن وعرف في منطقة الحجاز بالتحديد، فيلعب من المدينةالمنورة شمالا إلى جدة ومكة المكرمة جنوبا ويتمركز هذا الفن في غربي المدينة تقريبا. مكوناته: البدواني يتشابه مع أغلب الألعاب الشعبية التي تعتمد على إيقاعات الزير فهو مكون من إدارة واحدة فيها صفان متقابلان في كل صف منهما ربابين ونقالة ومزاورية، فيبدأ الصف القائد برفع العاج أو الزهيم أو النقلة ويأخذها منه الصف المقابل ثم يدق الزير. ويستمر الصف القائد بترديد الزهيم مرات عدة ثم يبدأ ربان الصف القائد بالكسرات ويكون دور النقالة ترديد الكسرة حتى يكسر بأخرى ويكون المزاورية هم الذين يصفقون وينزلون الدارة للتحييس أو للحيس، وذلك على لحن الكسرة وإيقاع الزير وصفقة المزاورية وهكذا يستمر اللعب ثم بعد توقف الزير يكون الصف الآخر هو الصف القائد. ومن الأمثلة عليه: عيون الشوق: ألا يا عيون الشوق مالك عن اللده .. تلدين لو كل المخاليق ترعيك وأنا محسبنك يا هوى البال تنساني.. وتسمع كلام الناس يا حبيبي فيه. ومنه أيضا كف البكى يا طرف عين وهبوب يا بحري وخويط واد النيل ويا فن يا مايل كلها على نفس الوزن لكن بألحان مختلفة: لا أخذت بيدي ولا أعطوني الناس .. واللي عطاني ما يمِنّ العطيه هبوب يا بحري وهبي بالأنسام .. هبي على قلب غدا سبعة أقسام سيدي نسيني يحسبني نسيته.. والله ما أنسى سيدي لو نسيني.