داهمت المياه الجوفية منازل سكان حي الحرمين في جدة بعد ارتفاع منسوبها، مما دفعهم إلى الخروج من شققهم والبحث عن أخرى في الأدوار العليا، وفي الوقت الذي يؤكد فيه السكان أن المياه التي يعانون منها هي مياه جوفية، أشارت شركة المياه إلى أنها مجرد تسربات من المنازل، فارضة عليهم في الوقت نفسه غرامات مالية، مع التهديد بفصل عدادات المياه. «عكاظ» وقفت على المشكلة ورصدت معاناة السكان مع المياه، وتحدثت في الوقت ذاته مع الشركة، التي وعدت بالوقوف على المشكلة والتأكد من الحالة. وعبر عن المعاناة كل من إبراهيم صقر وصالح مساعد ومحمد الشهري وخالد القرشي وحسين أبو يزيد وعبدالله جوهرجي، بالقول «إنهم يعانون من عدم سفلتة الشوارع الداخلية في حيهم الذي يشهد طفوحات مستمرة لمياه الصرف الصحي تسببت في إحداث تلفيات في سياراتهم، فضلا عن قيام شركة المياه الوطنية بفرض غرامات مالية عليهم وصلت إلى ثلاثة آلاف ريال للعمارة الواحدة بحجة تسرب المياه، كما قامت خلال اليومين الماضيين بإزالة عدادات المياه تمهيدا لقطعها في حال لم تسدد قيمة الغرامة، ولهذا نحن نطالب بتعويضات عن الأضرار الصحية والمادية والنفسية التي لحقت بنا بسبب بطء الجهات المعنية في إنهاء معاناتنا». وطالبوا بتشكيل لجنة مكونة من أمانة جدة والمجلس البلدي وجمعية حقوق الإنسان للوقوف على معاناتهم وإيجاد الحلول في أسرع وقت. ومما زاد معاناة الأهالي تأخر الأمانة في إعادة سفلتة الحي بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وطفح الصرف الصحي ووصول الروائح الكريهة إلى منازلهم. تجفيف المياه من جهتها، أوضحت أمانة جدة أن إنهاء المشكلة يتطلب تجفيف المياه الجوفية أولا، ومن ثم إيجاد الحلول وإعادة تأهيل للشوارع، إضافة إلى مشاريع مكافحة الضنك والحشرات، واستكمال البنية التحتية. فرض المخالفات من جهته، أشار مديرالعلاقات العامة والإعلام بشركة المياه الوطنية خالد بادغيش إلى أنه -حسب تقارير الفرق الميدانية بعد وقوفها على الموقع- تبين لهم وجود هدر وتسرب للمياه من سكان المخطط أدى إلى تجمع المياه بهذا الشكل وبناء عليه فرضت المخالفات، مؤكدا أن وصول المياه إلى الأدوار الأرضية يعتبر مياها جوفيه، وأنه بالنسبة لمخالفات هدر وتسرب المياه فهي تصل الى مئتي ريال في أغلب الظروف. ووعد بادغيش بالوقوف ميدانيا على وضع المخطط، وإعداد تقرير مفصل ومعالجته على وجه السرعة.