أبدى عدد من سكان حي المروة تذمرهم من الغرامات اليومية التي تفرضها وزارة المياه بسبب طفح مياه الصرف الصحي، بسبب عدم مباشرة الأمانة لأعمالها. وبينوا أن معاناتهم لم تقتصر على طفح مياه الصرف الصحي، بل تعدتها إلى هبوطات وحفريات في الشوارع يعانون منها والزوار صباحا ومساء، إضافة لانعدام سفلتة الشوارع الداخلية. وأشاروا إلى استمرار معاناتهم في ظل بطء الأمانة في إعادة السفلتة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، فضلا عن الطفح المستمر للصرف الصحي، وانبعاث الروائح الكريهة المزعجة إلى داخل منازلهم، ما يهدد سلامتهم ويعرضهم في الوقت ذاته للغرامات المالية المتكررة. وكشف المركز الإعلامي في الأمانة أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وجه بإحالة جميع مشاريع تخفيض منسوب المياه الجوفية في جدة إلى شركة المياه الوطنية، وأصبحت هي الجهة المنوط بها معالجة هذه الطفوحات، وبالتالي فإن دور الأمانة في صيانة وسفلتة الشوارع في هذه الأحياء، يأتي بعد الانتهاء من معالجة هذه الطفوحات والقضاء عليها تماما. من جهته، قال المهندس عبدالله العساف مدير وحدة أعمال الشركة الوطنية للمياه في جدة «في ما يخص المياه الجوفية جرى إسناد 18 موقعا إلى الشركة الوطنية للمياه، وتجري حاليا دراسة المخططات اللازمة لتلك المواقع من قبل أمانة جدة وإدارة السيول في الإمارة، وحتى الآن جرى استلام 6 مواقع من أصل 18 موقعا جاهزة للتنفيذ، وطرح بعضها في منافسات عامة وهي كيلو 14 الشمالي، كيلو 14 الجنوبي، جزء من حي قويزة، حي العليا، حي المتبولي»، مشيرا إلى تنفيذ هذه المشاريع حال استلام المبالغ المخصصة لها، متوقعا أن يكون ذلك في غضون شهر من اليوم. وعن الصرف الصحي في حي المروة المعروف باسم مخطط الحرمين قال «يقع الموقع ضمن الأحياء التي جرى تدشينها مؤخرا من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة لعمل التوصيلات اللازمة، وجار إكمال التجهيزات والأعمال لهذه الاحياء». وردا على شكوى الأهالي من غرامات المخالفات، أوضح العساف أن هناك نوعين من المخالفات، أولهما مخالفة سوء استخدام مياه الشرب وهدر المياه في غسل السيارات ب«اللي» وهو ما يشكل هدرا للمياه، والثاني طفح البيارات، والهدف من الغرامات حماية المواطن أولا وحماية البيئة والصحة العامة ثانيا، مضيفا «نحث المواطن على عدم ترك البيارات تطفح في الشوارع، مشكلة أذى للآخرين». ووقفت «عكاظ» في جولة ميدانية على الحي المشهور بحي الحرمين، ورصدت تحول عمائر سكنية إلى أطلال بعد أن هجرها سكانها مجبرين، وتتأهب المعدات لإزالتها خلال الأسابيع المقبلة بعد تسليم الأهالي التعويضات المستحقة. يقول المواطن عاطف الحربي أحد سكان حي الحرمين إن «الأهالي يهربون ويهجرون الحي، وبعضهم تركنوا مساكنهم ووضعوا عليها لوحات شقق للإيجار، هربا من هذا الحي الذي تحول من حي حديث إلى (عجوز)». وأضاف هناك نزاعات كثيرة تتكرر بين الأهالي بسبب مبالغة وزارة المياه في إيقاع مخالفات على السكان بسبب طفح البيارات، وتصل إلى أربع مخالفات أسبوعيا يتحملها الأهالي، وكل منهم يرمي بالتهمة على جاره.