يبدو أن سيول جدة التي أدخلت الرعب في سكان جدة بوجه عام وسكان الأحياء الشرقية على وجه الخصوص لا زالت تلقي بظلالها على الأهالي ولم تبرح آثارها بعد، إذ يرفع سكان أحياء شمال شرق جدة وغرب الخط السريع مثل الحرمين، المروة، الربوة، بريمان، الصفا 12 والنزهة الشرقي صوتهم بالشكوى من معاناتهم من الطرق المحفرة منذ سيول جدة والأمطار الأخيرة، مما أوجد مشقة وصعوبة كبيرة في انتقالهم من وإلى منازلهم. وطالبوا أمانة جدة والمجلس البلدي الوقوف على مشكلتهم وإيجاد حل سريع لها. وأكد كل من حسن العلي، وطارق معتوق، ومحمد العمري، ومحمد الغامدي، وعبدالإله عبدالله، أنهم يعيشون معاناة هذه الطرق وقد أتلفت سياراتهم بسببها، و بينوا أن بعض أعمدة الإنارة تعمل ليومين فقط وباقي الأيام مطفأة. وركز الأهالي على مشكلة سفلتة الشوارع الداخلية التي تشهد طفحا متكررا لمياه الصرف الصحي الأمر الذي أزكم أنوفهم. وأشاروا إلى أن اسم مخطط الحرمين لاينطبق على واقع الحي. وتجولت «عكاظ» على هذا الحي الواقع بمحاذاة الخط السريع غربا والمسجل في أروقة الأمانة بحي المروة 7 ورصدت شوارع بريمان، ابن باز، ومحمد الجنزوري، وفخر الدين لقمان، وشارع الخياط والمباني العديدة التي أنشئت حديثا، وسجلت مطالب الأهالي من خدمات بلدية وإيجاد مدارس للبنين والبنات ومستوصفات حكومية والمطالبة بإتاحة صلاة الجمعة في أشهر مساجد الحي وهو مسجد صلاح الدين إضافة إلى إيجاد حدائق كمتنفس للأهالي. غش في الصيانة ويشتهر الحي بأن أغلبه قد تم بيعه على أنه شقق تمليك، وهو ما فتح باب شكاوى من بعض الملاك داخل شققهم من الغش في الصيانة وسوء السباكة والكهرباء ناهيك عن الشكاوى حول أوضاع الحي. ويعتبر القاسم المشترك بين تلك الأحياء حداثة المباني وارتفاع أسعارها وسيطرة شقق التمليك على أغلبها، إضافة إلى قربها من الخط السريع والطفرة العمرانية السريعة في تلك الأحياء. كما تشتهر هذه الأحياء بالكثافة السكانية العالية وارتفاع الأسعار على اعتبار أن هذه الأحياء هي نقاط التقاء على طرق وشوارع محورية في جدة أهمها طريقا الحرمين والأربعين، ويعيش في هذه الأحياء بجانب السعوديين خليط متنوع من المقيمين الذين يعملون في مهن مختلفة. صالح الغامدي شكا من قلة مداخل ومخارج حي المروة وحي الحرمين لاسيما أن المدخل الرئيس للحي من جسر بريمان يشهد زحاما يوميا خاصة عند وقت الظهر نظرا لمرور الشاحنات من على الجسر. وقال: يضاف لذلك أنه لا يكاد يخلو شارع من الشوارع الداخلية لحي الحرمين من الهبوطات والحفر والتجمعات المائية للصرف الصحي، ناهيك عن سوء خدمات النظافة. ويشكو طارق الحربي من سوء السفلتة والخدمات البلدية من حيث النظافة، والنفايات التي ترمى بلا رقيب بالأراضي البيضاء. ويشكو عمر الهويش من أن اسم حي (بريمان) كما يقول يعطي دلالة غير جيدة كونه يدل على سجون جدة. وقال علي باسهل: إنه لا يوجد متنفس للأهالي في تلك الأحياء التي تمتلئ بضجيج العمائر، فالحي الواحد مكتظ بالعمائر وبين كل عمارة وأخرى يوجد عمارة من سبعة أدوار، مما جعل الحي مزدحما للغاية. شوارع مدمرة أما حسام حسين (مقاول)، فأبدى استغرابه من مستوى شوارع حي الحرمين المدمرة رغم حداثته، ومن المياه التي تتجمع حول المساكن، والبعوض وغيره من الحشرات التي تقلق مضاجع الأهالي مما يهدد صحتهم لا سيما من حمى الضنك، مشيرا إلى الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتصل إلى داخل البيوت. وقال العقاري محسن العطاس: إن مخطط الحرمين والمروة والصفا من المخططات الحديثة شمال مدينة جدة، ولا يتجاوز عمرها 10 سنوات تقريبا، وأحدثها حي الحرمين وحي المروة، وتحيط بتلك الأحياء شوارع رئيسة هي طريق الحرمين، ابن باز، حراء، وشارع الأمير متعب، ويضم المخطط الواحد نحو 1500 2000 قطعة أرض بمتوسط مساحة تبلغ 750 م 2، للقطعة الواحدة، ويصل سعر المتر المربع في شقق التمليك إلى 750 ريالا، فيما يقدر سعر الشقة المكونة من سبع غرف ب 700 800 ألف ريال. ويعد مخطط الحرمين والمروة من المخططات الجديدة وأكبرها من حيث المساحة والتصميم، فالبلوكات مفتوحة من الجهات الأربع بمساحات جيدة، إلا أن السيول والأمطار الأخيرة دمرت شوارع بعض تلك الأحياء لا سيما الحرمين التي أصبحت عبارة عن حفر وهبوطات ومستنقعات!!.ويضاف لذلك أن المخطط يقع في منطقة بمحاذاة قطار الحرمين. تجفيف الجوفية وأوضحت أمانة جدة أن إنهاء الأمر يتطلب تجفيف المياه الجوفية أولا، ومن ثم إيجاد الحلول المنتظرة من سفلتة وإعادة تأهيل الشوارع، إضافة إلى مشاريع مكافحة الضنك والقوارض والحشرات، واستكمال البنية التحتية. وأفاد المركز الإعلامي بأن الأمانة طرحت عدة مشروعات لتخفيض منسوب المياه الجوفية في عدد من أحياء مدينة جدة التي تشهد شوارعها طفوحات للمياه، من بينها مخطط الحرمين والمروة وبريمان، وبعد الانتهاء من عمل شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية، سيتم عمل صيانة شاملة لطرق المخطط. وأكد المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي بجدة أنهم سينسقون لزيارة ميدانية للإطلاع على شكاوى الأهالي والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المختصة وأنهم يرحبون بتلقي أي شكاوى من الأهالي لعرضها في اجتماعات المجلس. وكان المجلس البلدي بجدة تلقى شكاوى سكان مخطط الحرمين وحي الربوة وحي المروة وحي بريمان بشأن معاناتهم من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسرب المجاري إلى الشوارع وخزانات الشرب، ورصد المجلس عدة مرات ميدانيا زيارات للمخطط وتعرف عن قرب على المشكلة، تمهيدا للتحرك مع الإدارات المختصة في الأمانة لإيجاد حلول سريعة.