أكد سكان قرية السعدية في محافظة صامطة، تضررهم الشديد نتيجة الضجيج والروائح والأدخنة والغبار المتصاعد من مكب النفايات والمحرقة ومجاري الصرف الصحي والتي لا تبعد سوى أمتار عن المجمع السكني للقرية وتأثيرها السلبي على صحة أسرهم وخاصة لدى مرضى الربو والجهاز التنفسي في ظل انعدام وسائل الوقاية، فضلا عن كونها مأوى للمجهولين وخاصة بعد منتصف الليل، وطالب سكان القرية القريبة من المكب البلدية بسرعة التدخل لمعالجة المشكلة المستمرة منذ خمس سنوات وباتت تؤرق مضاجعنا. وأكد السكان على وجود أدخنة تفوح من المرمى بصورة محدودة في النهار وبكميات كبيرة في الليل تمنعهم من فتح النوافذ وتسبب لهم السعال إضافة إلى الروائح الكريهة والدخان وأسراب البعوض تؤرق مضاجعهم، مبينين تخوفهم من الأمراض التي لا تظهر أعراضها إلى بعد مرور فترة طويلة من الزمن، كالسرطانات والأورام الخبيثة الأخرى. وأكد كل من محمد خال وعلي خال، تضرر الأسر والأطفال الصغار من الدخان المتطاير نتيجة الروائح الكريهة والأدخنة الكثيفة المحملة بالغازات السامة، وأضافوا: كثافة الأدخنة التي يشهدها الحي بصفة يومية لا يمكن تحملها، فيما أشار المواطن محمد أحمد خال إلى معاناة الأهالي المستمرة منذ سنوات، وقال: تقدمنا بشكوى لأمانة جازان، ولم نجد حتى الآن أية حلول تنهي معاناتنا، علما بأن العمالة المخالفة تتخذ من المكب مأوى دائما لها، وغيرها من المواد والتي يجنون من ورائهم الأموال، فضلا عن إحراقهم للإطارات للحصول على الأسلاك المعدنية داخلها، وخلصوا بالقول: «نسمع بين فترة وأخرى عن خطط لنقل المكب إلى خارج النطاق العمراني، ولكننا في الواقع لا نرى شيئا يتحقق». فيما أكد المواطن محمد إبراهيم خال حمدي، تقدم المتضررين بشكوى لجمعية حقوق الإنسان التي حضر مندوب عنها ووعد بإيجاد حلول عاجلة دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل تنهي المشكلة، أما المواطن محمد عريشي فأكد شراءه جهاز تنقية هواء لمنزله بمبلغ خمسة آلاف ريال، خاصة وأن أبنائه يعانون من ضيق في التنفس بسبب دخان المرمى، وخلص على القول:»لا أجرؤ على دعوة الضيوف لمنزلي بسبب هذه الروائح الكريهة التي تملأ الأجواء». إلى ذلك، قال ل«عكاظ» طبيب في مستوصف حكومي (فضل عدم الكشف عن هويته)، مراجعة أعداد كبيرة من سكان قرية السعدية للمستوصف لتلقي العلاج من آثار التلوث البيئي الذي خيم على القرية نتيجة الأدخنة والغبار المتطايرة من مكب النفايات القريب، ويضيف: «يتلقى المرضى الأدوية والعلاجات الضرورية بشكل مستمر وخاصة أدوية الحساسية والبخار، فيما يتم تحويل الحالات المستعصية إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج المتقدم»، وقال: «وجود مكب للنفايات والصرف صحي بالقرب من منازل القرية يؤثر على البيئة المحلية وبالتالي على صحة الإنسان عموما». وفي المقابل أوضح مصدر في أمانة جازان وجود دعوى قضائية في ديوان المظالم بخصوص مردم النفايات ما زالت منظورة وعلى ضوء البت فيها ستتضح معالم المردم إما في بقائه في موقعه الحالي أو نقله إلى موقع آخر».