استنفرت وزارة التربية والتعليم طواقمها الإدارية والفنية في الإدارات، ومكاتب التربية والتعليم لتنفيذ خططها وبرامجها الرامية للحد من الغياب خلال الأسبوع الأخير قبل إجازة الربيع، ذلك الغياب الذي أصبح هما أزليا، لم تفلح لعلاجه كثير من اللوائح، والتعاميم المتكررة قبل موعد كل إجازة. وعلى الرغم من الاستعدادات الميدانية التي اتخذتها الوزارة، إلا أن تنفيذ خططها اصطدم ب «الجنرال غبار» الذي أدخل حضوره الفرح في نفوس الكثير من الطلاب والمعلمين، وجلب لبعضهم أمراض الحساسية وضيق التنفس، وهو حدث لم يكن في الحسبان لدى الكثيرين، حيث أسهم بتعليق الدراسة في عدد من المدارس والجامعات. ويتساءل أحد الكتاب عن الجدوى من تعطيل الدراسة بحجة الغبار، والسماح للطلاب والطالبات بالبقاء في منازلهم حرصا على سلامتهم، في الوقت الذي لا تتوفر في منازل الكثيرين منهم الوسائل اللازمة للوقاية من الآثار المترتبة على تعرضهم للغبار! وهو ما يعني تشابه الظروف المناخية التي قد تتعرض لها المباني المدرسية الحكومية والمستأجرة، مع نظيرتها في المنازل، وبالتالي فإن مصلحتهم تقتضي الاستمرار في الدراسة، والتكيف مع الظروف المناخية التي لا تشكل خطرا على منسوبي المدارس والجامعات، خاصة أن نظام التعليم في المملكة يعاني من قصر العام الدراسي، مقارنة بالعديد من دول العالم، حيث يعد عامنا الدراسي هو الأقصر عمرا بينها!. إن الاستمرار في الدراسة لأكبر وقت ممكن يتطلب تهيئة المباني المدرسية والجامعية بما يضمن سلامة الطلاب والطالبات، والمعلمين والمعلمات، وأعضاء هيئة التدريس ويجعل منها بيئة جاذبة، وملائمة للتعليم والتعلم، وتشجع على قضاء أوقات ممتعة خارج ساعات الحصص والمحاضرات، بعيدا عن الروتين الممل لعرض الدروس الذي يعتمد على الإلقاء والتلقين، دون اعتبار لحاجات الطلاب وإمكاناتهم وقدراتهم المتنوعة. • كلمة أخيرة: في مدارسنا وجامعاتنا طلاب وطالبات يفوقون «مصطفى» حرصا وعلما، لكنهم يحتاجون لمن يمنحهم الثقة بأن بإمكانهم أن يصنعوا الفرق!. * جامعة الملك سعود كلية التربية. [email protected]