جاءت قمة بغداد وسط ركام الهموم العربية ووسط ظروف سياسية وأمنية بالغة التعقيد والصعوبة، ووسط حالة عربية شاملة تتسم بالتشرذم والشتات، لقد واصلت هذه القمة معالجة وهن الجسم العربي فيما يغيب نصف القادة العرب، وتنعقد والعالم العربي في مجمله يشكو من مشاكل وأوضاع مؤلمة وموجعة، فمن العراق حيث تعقد القمة تبدو الحالة العراقية تعاني من الصراع السياسي والمذهبي والتدخل الإيراني في الكثير من مفاصل الحياة السياسية، إلى الأوضاع الأمنية والسياسية في بلدان الثورات العربية من ليبيا واليمن ومصر وسوريا، على أن الحالة السورية تبدو الحالة العربية الأكثر احتقانا ودموية وعنفا، حيث يرى العالم المجازر التي يرتكبها النظام السوري دون أن يكون هناك حل للوضع السوري بالرغم من كل الجهود العربية، وآخرها جهود المبعوث الأممي كوفي عنان. إن قمة بغداد لا تحمل رؤية استراتيجية للوضع العربي ولا يمكنها أن تمثل حلا لكل هذه الأوضاع العربية، ولكنها تعني عودة العراق إلى الحاضنة العربية والفضاء العربي، ومحاولة البحث عن أفق وضوء في هذا الانسداد السياسي والتاريخي في العالم العربي، إنها قمة البحث عن أمل صغير في عالم عربي همومه وهواجسه ومشاكله كبيرة، إنها قمة استعادة العراق لدوره العربي من جديد.