اعتبر سياسيون أردنيون أن انعقاد القمة العربية في بغداد، له دلالات وأبعاد سياسية كبيرة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، مستبعدين نتائج عملية لصالح بعض الملفات الساخنة خصوصا الأزمة السورية. وقالوا في حديث ل «عكاظ» إن جدول أعمال قمة بغداد يجب أن يكون زاخرا بالقضايا المهمة في ظل الربيع العربي ونتائجه، مشيرين إلى أن أهمية القمة من طبيعة الموضوعات المطروحة وليس انعقادها. وفي هذا الإطار قال رئيس كتلة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأردني الدكتور ممدوح العبادي ل « عكاظ» إن العراق يرى في انعقاد القمة العربية على أراضيه فرصة تاريخية ولن تعوض، حيث إن العراق سيستعيد مكانته بين الدول العربية، لكن في الوقت ذاته يجب أن تأتي القمة بقرارات مفيدة وواقعية على الحالة العربية الراهنة. وتابع العبادي قائلا: كما أنني أرى أن القمة العربية بحد ذاتها مهمة في هذا الظرف الحالي، لكن هناك تساؤلات واسعة وكبيرة حول جدوى قرارات هذه القمة في ظل الأزمة التي تمر فيها سورية. أما رئيس اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس الدكتور عبد الله كنعان فقد قال في رده على سؤال « عكاظ»: «إنني أتفق مع القول بأن القمة العربية في بغداد هي فرصة تاريخية للعراق»، ولكنني آمل أن يكون ذلك يوظف لصالح القضايا والملفات الأخرى والتي أبرزها على الإطلاق من وجهة نظري هو الملف الفلسطيني وعلى رأسه القدسالمحتلة، والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض يوميا للانتهاك والتهديد من قبل قطعان المستعمرين الذين يقومون بتدنيس الأقصى على مرأى ومسمع من الجنود الصهاينة المحتلين. عوضا عن المخطط الصهيوني الرامي إلى هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وهذا المخطط الذي ينفذ تدريجيا من خلال حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك وخلخلة أساساته بحيث أصبح يمكن له أن يتهاوى لا سمح الله في أي وقت، وربما يقوم الاحتلال الصهيوني بافتعال هزة أرضية مصطنعة تأتي على المسجد المبارك إذا لم يتحرك العرب والمسلمون سريعا لوقف مخططات الاحتلال العدوانية هذه. لذا فالمطلوب من القمة العربية بهذا الاتجاه أن تتخذ القرار الذي يرتقي لمستوى الخطر الذي تتعرض له أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك. وأضاف كنعان، كما أن هناك ملفا مهما آخر سيطرح على القمة وهو ملف المصالحة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا ما ساعد على تفتيت الجهود التي يفترض أن تتوحد في مواجهة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني، كما أن هناك ملف الربيع العربي والأوضاع الجارية في سورية باعتقادي يحتاج إلى قرارات شجاعة لوقف نزيف الدماء على الساحة السورية، والعمل على إيجاد حل عربي للأزمة. موضحا أنه ليس هناك في الأفق ما يدل بشكل واضح على نجاح هذه القمة.