اختتمت قمة مجلس التعاون الخليجي أعمالها ببيان شامل، وعمدت «عكاظ» إلى استطلاع آراء السياسيين حول النتائج المستخلصة، وما تطرق إليه البيان، إذ وصف الأمين العام للجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبد الله كنعان البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي بالشامل لكل القضايا التي تتعلق بدول الخليج العربي، والقضايا المتعلقة بالأمتين العربية والإسلامية. وتابع كنعان حديثه قائلا: «إن القمة في تناولها للقضايا الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتأكيدها على رفض وإدانة موقف دولة الاحتلال الإسرائيلي المعرقل بل الرافض لعملية السلام، تكون وضعت الإصبع على الجرح. وأكدت للعالم الحقيقة التي يريد هذا العالم تغييبها وتحميل الفلسطينيين مسؤولية وقف المفاوضات»، مضيفا أن مسألة تهويد القدس الذي يجري صباح مساء يحتاج إلى وقفة جدية من قبل كل القادة والزعماء العرب والمسلمين بل وزعماء العالم بأسره، إذ لا يعقل أن تترك إسرائيل تفعل ما تريد بالقدس من تهجير أهلها وهدم منازلها وتهديد سلامة المسجد الأقصى المبارك الذي تجري أسفله حفريات تتهدد سلامة أساساته ما أصبح المصلى المرواني الملاصق للأقصى المبارك عرضة للخطر في كل لحظة، عوضا عن المسجد الأقصى المبارك نفسه. واختتم كنعان حديثه ل «عكاظ» بالقول «إنني على قناعة بأن هذه القمة الخليجية الحادية والثلاثين تميزت عن سابقاتها خاصة أنها تعقد في ظل العديد من القضايا المهمة التي تحيط بدول المنطقة، وأجدها تعاملت مع كل قضية بما تستحق». أما النائب الأردني الدكتور ممدوح العبادي فقد أقر بأن القمة الخليجية هذه لا شك أنها اكتسبت أهمية خاصة نظرا لانعقادها في مرحلة مميزة يتطلب منها التعامل مع مجمل الأوضاع والمستجدات على الساحة الإقليمية والعربية والدولية، لتشكل علامة فارقة بين القمم السابقة، وباعتقادي أنها حققت نجاحا باهرا في تناولها لمختلف القضايا التي كان لابد لها من تناولها، خاصة المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي والدولي، وخطر الإرهاب الذي بات يتهدد الكثير من دول المنطقة والذي تتطلب مواجهته وحدة وتراصا وتعاونا من مختلف الأطراف في الإقليم وعلى مستوى العالم. ويتابع الدكتور العبادي قائلا، كما وأنني لاحظت أن القمة في تناولها للقضايا العربية المختلفة كانت تتعامل وتبحث بكل اتزان وروية وتعطي كل قضية حقها من النقاش لتصل إلى القرار المناسب الذي ينتظره منها شعبنا العربي في كل مكان، وقد أثلجت القرارات صدور العراقيين واللبنانيين الذين هم في حاجة ماسة إلى كلمة توحدهم وتعيد إليهم روح الأمن والأمان والاستقرار الذي باتوا يفتقدونه. ويضيف العبادي، كما وأن موقف القمة كان واضحا وضوح الشمس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لتركيزها على الموقف الإسرائيلي الذي يسارع في تهويد القدس عبر المزيد من الاستيطان والمزيد من قرارات هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم، وعبر سياسات عرقلة كل جهود السلام، لتقف قمة مجلس التعاون الخليجي وتقول للعالم أجمع إن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي عدوة للسلام، خاصة وأن السلام في منطقة الشرق الأوسط هو مطلب دولي عام، وليس مطلبا عربيا أو إسلاميا فقط، كما وأن القمة وقفت موقفا حاسما في رفضها للحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والذي يجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن لأنه يهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني. كما أن القمة تعاملت بكل هدوء وروية مع الملف الإيراني النووي دون أن تنساق وراء الوهم، بل كانت واقعية في تناولها لهذا الملف بمطالبة إيران بأن يكون برنامجها النووي شفافا وواضحا، طالما أن الحكومة الإيرانية تؤكد أن برنامجها النووي سلمي.