• أشكو هذه الأيام من أعراض غريبة، منها الرهبة من الأشخاص الغرباء، ورجفان الأيادي والتوتر في كثير من المواقف والارتباك والتلعثم في الكلام، مع أنني اجتماعية وأحب الناس والتعرف عليهم، علما بأنني في العقد الثاني من العمر، وأخشى أن تمهد كل هذه الأعراض إلى فقدان الثقة بنفسي، فبماذا ترشدونني؟. نورة الرياض يا نورة، تفيدك الأخصائية النفسية الدكتورة رفعة المطيري، أن ما تعانين منه وحسب ما تم وصفه بين سطور معاناتك يعد من أعراض الرهاب الاجتماعي، الذي يشكل الخوف من مواجهة الآخرين أو شعورا بالتوتر والتردد وعدم الانسجام، وبالتالي يحدث الانسحاب الاجتماعي ويخلف آثارا نفسية، منها الانطواء والوحدة وعدم الثقة بالنفس والتلعثم اللساني. ولعلاج هذه الحالة، يجب أولا كسر حاجز الخوف الاجتماعي بمواجهة الموقف الفعلي والاندماج فيه، ممارسة التنفس العميق والاسترخاء الذهني والجسدي قبل الدخول للموقف، محاولة عدم الاستجابة للتغيرات التي تحدث أثناء ذلك من الارتجاف، التعرق، احمرار الوجه، برودة الأطراف، والمضي قدما في محاولة التجاوب مع الآخرين وتجاهل الخجل تماما، وذلك باعتبار أن الأعراض التي تشعرين بها هي أعراض قد تنتاب الكثير من الناس ويتجاوزونها بقدر عزيمتهم وإرادتهم، فلا بد من رفع قدرات ذاتك والاستشعار بأهمية كينونتك الاجتماعية والإنسانيه عن طريق إرسال إيحاءات لفظية غير مباشرة للعقل الباطن لتترجم الحواس معها، كالقول بهدوء وبصوت خفيف «أنا إنسانة واثقة من نفسي، سأدخل وأسلم بحرارة على الضيوف وسيعجبون بي .. إلخ»، ولك أن تختاري ما تقولينه لنفسك من أي عبارة تعتقدينها ستحفزك للأمام، مع مراعاة الانتباه لتغير مسار تفكيرك من سلبي إلى إيجابي، وعدم التشتت الذهني والتركيز على ما هو أمامك فقط، وإعطاء تعزيز إيجابي ذاتي من خلال الاهتمام بالمظهر العام والأناقة الخارجية وتكوين صداقات سليمة وتنمية مهاراتك الاجتماعية ولغة الحوار من خلال القراءة ومشاهدة البرامج الحوارية الهادفة. وفي حالة عدم استطاعتك العمل بالتوصيات السابقة فإن خير ما أنصحك به هو التوجه للمختصين النفسيين والخضوع لجلسات علاج معرفي سلوكي، مما يسهل عليك الخلاص من مشكلتك في وقت قياسي.