كتب الأستاذ عبده خال في زاويته اليومية ( أشواك ) في( عكاظ ) العدد ( 3919 ) الصادرة يوم السبت 17 / 4 / 1433 ه مقالا تحت عنوان (المدخنات وأسبابهن) ولنا على المقال بعض الوقفات هي : أولا : ذكر أن هناك تزايدا كبيرا في تعاطي المعسل من قبل النساء وقال إنه يرفض هذا التزايد ليس انطلاقا من الجانب الأخلاقي ولكن من الجانب الصحي فيكفي حسب قوله أن يسير البيت بمصيبة رجل مدخن بدلا من اثنين أو ثلاث ، ولا أدري لماذا تحفظ على الرفض من الجانب الأخلاقي على أهميته فالدراسات العلمية تشير الى أن بداية 90 % من المدمنين على المخدرات تبدأ من التدخين بأنواعه والصداقات التي تجتمع حوله ولا يخفى الأثر الأخلاقي المدمر للمخدرات على الفرد والمجتمع . ثانيا : ذكر أن الوسائل المتبعة في جعل الناس يقلعون عن التدخين لم تبلغ مرحلة الجدية وهذا قول فيه الكثير من الصحة فلابد من إعداد مشروع وطني كبير يهدف إلى دراسة هذه الظاهرة من حيث حجمها وأنماط التدخين والعوامل المؤدية إليه والآثار الناجمة عنه . ثالثا: ذكر أنه أحد الذين ابتلوا بهذا الداء من المرحلة الجامعية والابتلاء لا يعني الاستسلام فالدور البشري مطلوب وواجب،قال تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله ) أي من فضل الله ومنه ولطفه ورحمته ( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) أي من قبلك ومن عملك أنت . فالعزيمة الصادقة والقناعة الأكيدة والإرادة الذاتية والأخذ بأسباب العلاج مطلوبة ولها تأثيرها الكبير في الإقلاع من هذا الوباء . رابعا : لم يتطرق الكاتب إلى الجانب الشرعي فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن الشريعة الإسلامية الغراء تحرم تحريما مغلظا إلحاق الأذى بالنفس أو التسبب في أذى الآخرين ، فالتدخين بأنواعه ( السيجارة والمعسل والجراك والغليون ) فعل متعد لا يضر المدخن نفسه فقط بل يضر أشخاصا آخرين من حوله عن طريق ما يسمى ب (التدخين السلبي) . م . فريد عبدالحفيظ مياجان (جدة)