غداً يطل علينا اليوم العالمي لمكافحة التدخين.. هذا الذي أنهك الأجساد وأضاع الأموال وأشاع المستعصي من الأمراض.. هذا الذي يزداد عشاقه ومحبوه ومدمنوه في عالمنا الثالث، ويتناقصون في العوالم الأخرى. وفي بلادنا ولله الحمد جهود خيرة لمحاربة هذه الآفة اللعينة تتصدرها جمعيات مكافحة التدخين، لكن يبدو أنها تنام كثيراً وتستيقظ قليلاً. ربما لشح مواردها، أو قلة متطوعيها، أو للإحباط المخيم عليها. وفي المقابل هناك أفراد لا يترددون في خوض هذه الحرب كلما سنحت لهم فرصة أو لاح لهم أمل. وأستاذنا محمد صلاح الدين وحبيبنا الدكتور وليد فتيحي مثال للمجاهدين بالكلمة الطيبة والقلم الرزين. وهذا مثال آخر، هو الزميل المهندس/ فريد مياجان الذي يصف جهده بأنه (أقل ما يمكن المساهمة به لبلوغ بيئة خالية من التدخين وخاصة في الأماكن العامة، بدلاً من التنازل عن حقوقنا نحن غير المدخنين والسكوت واللامبالاة التي ستؤدي إلى تفاقم الوضع). يقول المهندس فريد: (تعودت عند زيارتي لأحد الأماكن العامة مثل المطاعم أو المنتزهات أو المراكز التجارية وغيرها أن أذهب إلى الإدارة أو أسأل عن المسئولين عنها وأعطيه خطاباً مكتوباً داعياً فيه إلى جعل محلاتهم خالية من التدخين تجاوباً مع الحملات المحلية والعالمية لمكافحته). ومن الخطاب الشامل، أورد بعض الفقرات: (نأمل منكم المساهمة الفاعلة في هذه الحملة بالامتناع عن تقديم المعسّلات والشيش وعدم السماح بالتدخين في محلاتكم، وذلك لتحقيق مطلب «مجتمع بلا تدخين» الذي من شأنه أن يحمي الأجيال من أبنائنا وبناتنا بل والمجتمع كله من هذا الوباء ويجنبهم شروره وسمومه، فلا يشك أحد في خطر السيجارة والمعسّل والجراك)، (ويقول الأطباء إن غير المدخن الجالس مع المدخن يتعرض إلى ما لا يقل عن 50 مادة مسرطنة ومواد كيمائية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإتلاف الرئتين والإخلال بوظائف الكليتين)، (وقد لا يصدق البعض أن التدخين أشد خطراً من الإيدز والمخدرات وحوادث الطرق، فالدراسات تؤكد أنه يقتل أكثر من الإيدز والمخدرات وحوادث الطرق مجتمعة). هذه نماذج مضيئة نحتاج إلى الألوف منها.. بارك الله فيها وفي أوقاتها وجهودها، وجعل الجنة مآلها وقرارها.