كشف ل «عكاظ» مدير وحدة الحماية الاجتماعية من العنف الأسري صالح سرحان الغامدي، عن انخفاض حاد في عدد قضايا العنف الأسري في جدة من 30 حالة شهريا إلى 13 حالة في إحصائية الثلاثة أشهر الأخيرة. وتأتي تصريحات مدير الوحدة تزامنا مع انطلاق حملة متخصصة لمكافحة العنف الأسري أمس تحت شعار «نستطيع تغيير حياة العنف الأسري»، بمشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية، هيئة حقوق الإنسان، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، مختصين في قضايا العنف الأسري وأطباء مهتمين، بهدف مناهضة العنف الأسري لفئات المجتمع، والتعريف بمهام الجمعية وإنجازاتها. وأضاف الغامدي، هناك جهل كبير من بعض الأسر في الإبلاغ عن حالات العنف والإيذاء، فيما تفضل بعض الأسر التعامل بصمت مع قضايا العنف لا سيما التحرش ضد الأطفال، مشيرا إلى أن الشؤون الاجتماعية تستقبل قضايا العنف على هاتفها 1919، إضافة لأقسام الشرط والمستشفيات، ويتم عادة الكشف على حالات العنف الأسري من قبل محيط الأسرة أو المدرسة، مضيفا أن وحدة الحماية لا يسعدها أن تخرج الزوجة أو الفتاة من منزلها فتلجأ إلى دار الحماية كون ذلك يسبب شرخا في العلاقات الأسرية، وبالتالي نسعى لإيواء الحالات المعنفة في أضيق الحالات. وزاد، هناك حالات ترد للجنة تدعي العنف وتطلب الحماية ثم يتبين أنها حالات من اختصاص المحاكم مثل طلبات الطلاق، الحضانة، النفقة، الخلع، والعضل، وغير ذلك، ومتى ما استطاعت اللجنة عمل ما ينهي القضية وديا فإنها تفعل أو تعتذر وتطلب منهم اللجوء للقضاء. وأوضح الغامدي أن لجنة الحماية كشفت عن بعض حالات التحايل من قبل سيدات بهدف دخول دار الحماية والاستفادة من الإيواء المجاني. واستطرد قائلا ندرس الحالة المعنفة (الضحية) ونسعى لتوفير الحماية لها ومن ثم العمل على معالجة القضية، وإذا ما تعذر ذلك فإنها تحال لجهات الاختصاص لاستكمال التحقيق رسميا وإحالتها للقضاء. ويرى مختصون أن العنف الأسري بكل أنواعه في تزايد، وأن غالبية الحالات المسجلة لا تمثل الرقم الحقيقي كون أن كثيرا من حالات العنف لا يتم الإبلاغ عنها بسبب الخوف من المجتمع أو الأسرة أو من تبعات البلاغ. وبينت المصادر أن استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية تركز على الجانب الوقائي والتثقيفي للحماية من خلال إصدار نشرات التوعية والمحاضرات وبرامج تلفزيونية، وقالت «إن الوزارة أنشأت 17 وحدة للحماية الاجتماعية، وأسست مركز بلاغات مجانيا هو 1919 لتلقي البلاغات، ونسقت مع الجمعيات الخيرية في المملكة لافتتاح أقسام للحماية الاجتماعية، وأوجدت وحدة الإرشاد الاجتماعي، وتعاونت مع القطاع الخاص لوضع برامج توعية وقائية. وحسب الإحصائيات المسجلة بشأن حالات الاعتداء على الأطفال في منطقة مكةالمكرمة، فإن الحالات المسجلة العام الماضي بلغت 308 حالات في عام واحد منها 110 حالات سجلت في مستشفى القوات المسلحة في جدة، 45 في مستشفى الولادة والأطفال في جدة، 25 حالة أخرى مسجلة في مستشفى النور التخصصي، 60 حالة مسجلة في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي، أما الحالات التي باشرتها هيئة التحقيق والادعاء العام والمحاكم فزادت عن 55 حالة خلال العام. وأشارت موضي الزهراني الإخصائية النفسية في الشؤون الاجتماعية إلى أن إدمان المخدرات والمسكرات والأمراض النفسية تتسبب مجتمعة في أكثر من 80 في المائة من حالات العنف الأسري.