تتابع لجنة الحماية الاجتماعية في جدة في حيثيات تعرض فتاة في الثامنة من عمرها إلى عنف جسدي تمثل في ضربها وحرقها بالسجائر. ورفعت لجنة الحماية تقريرا إلى شرطة جدة بهذا الخصوص بعد أن أبلغت من قبل الإشراف التربوي الذي يتابع حالات العنف في المدارس. وأوضح ل«عكاظ» مدير وحدة الحماية الاجتماعية في جدة صالح سرحان الغامدي أن اللجنة تلقت بلاغا من الإشراف التربوي حول تعرض فتاة في المرحلة الابتدائية إلى عنف من خلال ظهور آثار العنف على الفتاة، ودلت المعلومات الأولية أن الطفلة تعرضت إلى عنف تمثل بالضرب والكي والحرق من قبل زوج أمها. وبين صالح الغامدي أنه تمت مباشرة الحالة على الفور وتوفير الحماية لها ونقلها إلى مستشفى الأطفال للعلاج، وإصدار تقرير طبي بحقها، مضيفا «تلقت شرطة جدة بلاغا بالحالة، والتي بدورها استدعت زوج الأم للتحقيق معه، ولا يزال التحقيق مستمرا لمعرفة الملابسات، في حين استكملت الطفلة علاجها وغادرت المستشفى». وكشف مدير الحماية الاجتماعية عن أن حالات العنف تجاه الأطفال تسجل أرقاما مخيفة، مطالبا مؤسسات المجتمع المدني والجهات التربوية والإعلامية وأئمة المساجد العمل على توعية الأسر وحثها على مخافة الله في الأطفال وحمايتهم، والعمل على برامج لحماية الناشئة من العنف الأسري. وأفاد صالح الغامدي بأن متوسط عدد حالات العنف الأسري تصل إلى 30 حالة شهريا، بمتوسط حالة واحدة يوميا، تتضمن العنف تجاه الأطفال والنساء بشكل عام، معتبرا أن الطلاق والتفكك الأسري والمخدرات في قائمة الأسباب المؤدية إلى العنف الأسري بأنواعه وأشكاله، إضافة إلى المرض النفسي في المرتبة الأخيرة. وقال مدير الحماية الاجتماعية إن وحدة الحماية تدرس الحالة المعنفة (الضحية)، وتسعى لتوفير الحماية والأمان لها، ومن ثم العمل على معالجة القضية «وإذا ما تعذر ذلك فإنها تحال لجهات الاختصاص لاستكمال التحقيق رسميا وإحالتها للقضاء». وأشار صالح الغامدي إلى أن كثيرا من الحالات التي تتعرض للعنف الأسري تكون قد تعرضت أكثر من مرة للعنف، لاسيما في قضايا التحرش. وأبان أن العنف تجاه النساء يكون إما عنفا جسديا أو لفظيا أو نفسيا أو اجتماعيا باستخدام عدة وسائل، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد جولات مكثفة على جميع المدارس للبنين والبنات للتعريف بالعنف الأسري، إضافة إلى تواجد برامج للحماية الاجتماعية في المراكز التجارية الكبرى عقب التنسيق مع الجهات المختصة. وأكد مدير الحماية الاجتماعية سعي وزارة الشؤون الاجتماعية إلى إيجاد نقلة جديدة فيما يتعلق بتشريح الأشخاص الذين يمارسون العنف من خلال مختصين وصولا للحد من أسباب حالات العنف السري التي يأتي التفكك الأسري والطلاق والمخدرات في المراكز الأولى لأسبابها، كاشفا عن الاستعانة بخبيرات في العنف الأسري لزيارة مدارس البنات والإسهام في برنامج تثقيف المعلمات، مشيرا إلى أن وحدة التثقيف الاجتماعي في الحماية تشكلت من فريق عملي نسائي برئاسة نسرين محمود أبو طه لتنفيذ البرامج الجديدة للحماية الاجتماعية.