النجم الدولي السابق حمزة إدريس، أحد من حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي السعودي بعد أن حقق إنجازات كثيرة.. كما أنه صاحب الرقم القياسي في التهديف حتى الآن على المستوى المحلي والعربي، بعد نجاحه في كسر أرقام قياسية لأحمد بهجا على المستوى المحلي، وجاسم يعقوب على المستوى العربي، ولم يكتف بذلك، بل نجح في تحقيق المركز الثالث على مستوى هدافي العالم، وهو أيضا من اللاعبين القلائل الذين عندما يتحدثون خارج الملعب تلمس في حديثهم الوعي والثقافة الرياضية الكبيرة. «عكاظ» حاورت إدريس فأشاح ببوصلته تجاه ناديه القديم (أحد) ورياضة المدينةالمنورة، وأسهب الحديث عن الانتقادات التي وجهت له من البعض هناك، وعن الحلم الذي ظل ينتظره طويلا لأجل الرياضة في طيبة الطيبة، فما الذي دفع حمزة إدريس ليتحدث عن رياضة المدينةالمنورة بهذا الإسهاب.. هنا نص الحوار: بالنسبة لي رياضة المدينة تسكن فؤادي وتحوز جل اهتماماتي، وكنت أحرص على متابعة فرقها، حتى عندما كنت لاعبا في الاتحاد من باب المتعة والانتماء لمسقط رأسي، حيث ترعرعت وتعلمت كرة القدم في حواريها وتحديدا فريق (طيبة) ثم لعبت للفريق الأول في نادي أحد 10 سنوات وتعلمت أبجديات كرة القدم، ومن الطبيعي أن أتحدث في أي وقت أشاء عن الرياضة في المدينةالمنورة، إلا إذا كان هناك «أوصياء» عليها. زراعة المستقبل • من تقصد بمفردة أوصياء؟ • أقصد أنه أصبح في المدينةالمنورة من يرفض حتى مجرد الحديث عن رياضتها، وكأنهم يعتبرون أندية المدينةالمنورة أملاكا خاصة لهم، لدرجة أن البعض أصبح يقول ما دخل حمزة إدريس في رياضة المدينةالمنورة، وكأنهم تناسوا أنني اشتهرت بلقب ال«البرق» الأحدي قبل أن أكون برقا اتحاديا، وللمعلومية أنا زرعت في أبنائي حب أحد قبل حب الاتحاد، وفي النهاية أجدهما يقتسمان قلبي بالمناصفة، حيث لعبت للاتحاد نفس المدة التي قضيتها مع أحد. تكميم أفواه • البعض هاجمك، وهناك من لوح بأسرار سينشرها عنك، وآخرون يرون أنك تبحث عن مناصب في رياضة المدينةالمنورة، ما ردك؟ • أولا هذا فكر عقيم، وأسلوب قديم، وهو محاولة لممارسة الإرهاب الإعلامي وتكميم الأفواه في عصر أصبح فيه الإعلام «حرا» والجماهير تعرف أكثر مما يعرفه بعض من ابتليت بهم أنديتنا، فجماهيرنا ولله الحمد واعية ومثقفة وعالمة ببواطن الأمور، وأتمنى ممن يدعي أن لديه أسرارا ضدي أن ينشرها، أما بالنسبة لمن يدعي أنني أبحث عن مناصب في رياضة المدينةالمنورة، فأنا لا أبحث عن ذلك، ولكنني أسعى للمساهمة لإصلاح وتطوير رياضتها بفكري وخبرتي، وأريد بذلك أن أقول شكرا لحبيبتي (طيبة الطيبة) التي تسببت في تحقيق كل ما تمنيته في عالم الكرة كلاعب، واليوم جاء الدور لكي أقول لملاعب المدينةالمنورة شكرا بطريقتي الخاصة، لأنني منذ الصغر تعلمت أن أقابل الوفاء بالوفاء، ومن لا يريد أن يفهم معنى ما أقول فلا يعنيني بشيء. صراع الهبوط • هل معنى كلامك أن هناك خللا في رياضة المدينةالمنورة يتطلب إصلاحه؟ • أنا مؤمن بأن النتائج دائما هي مرآة العمل، فإذا كانت سيئة فهذا يعنى أن العمل كذلك، وإذا كانت النتائج جيدة فإن العمل جيد، وعليكم النظر لنتائج أندية المدينةالمنورة، وتحديدا فريقي أحد والأنصار لماذا يصارع الأول كي لا يهبط إلى الدرجة الثانية، ولماذا يقترب فريق الانصار من الهبوط من جديد لدوري الدرجة الأولى، مع يقيني أن المدينةالمنورة مليئة بالمواهب المميزة، ولكن سوء العمل الإداري هو من قتل مواهب المدينةالمنورة، فأتمنى ممن يريد الرد على حمزة إدريس وإسكاته أن يكون رده بلغة النتائج وبالعمل الإداري المقنع، وحينها أنا على استعداد أن أصفق لهم وأصمت. الحلم تحقق • حمزة إدريس أنت تتحدث بدبلوماسية.. بصراحة ماذا تريد؟ • أنا بطبيعتي أحلم.. وأسعى بكل قوة لتحقيق أحلامي، فمثلا عندما كنت في ناشئي أحد كنت أحلم بأن أحقق لقب هداف الدوري السعودي فسعيت بكل قوة لتحقيق حلمي في أحد، ولكن لم أستطع ذلك، ولكن بعد انتقالي لنادي الاتحاد تحقق حلمي، وأنا الآن أحلم بأن يكون ناد من أندية المدينةالمنورة بطلا لدوري المحترفين، ومن حقي أن أحلم ومن حقي أن أبوح بحلمي، وأتمنى أن يتغير الفكر الإداري في المدينةالمنورة إلى الأفضل، سواء بوجود الأشخاص الموجودين حاليا إن وجدت الرغبة لديهم في التطوير، وإلا فالمدينةالمنورة غنية بأبنائها القادرين على تطوير الرياضة وأقولها صريحة أنا ليست لدي مشكلة مع أشخاص، وإنما مشكلتي مع الفكر. عنصر ثابت • «دمعة محب» مقالة كتبتها هنا في «عكاظ» عن رياضة المدينةالمنورة، متى سقطت تلك الدمعة؟ • حقيقة عندما شاهدت جماهير المدينةالمنورة الغفيرة وكثافتها في الحضور لمباريات الأنصار خاصة مع الفرق الكبيرة تألمت وسقطت دمعتي، وأنا أسأل نفسي لماذا لا تكون فرق المدينةالمنورة عنصرا ثابتا في دوري المحترفين بشكل يشبع طموح محبي الرياضة في تلك البقعة الطيبة، وأنا عندما أتحدث فإنني أتحدث بلسان عشاق الرياضة في طيبة الطيبة التي تتمنى دائما أن تكون فرقها في طليعة دوري المحترفين لكون أحد والأنصار من أقدم الفرق السعودية تأسيسا، والمدينةالمنورة كانت من أقوى الروافد في تقديم أبرز النجوم للمنتخبات السعودية وللأندية الكبيرة. لجنة إنقاذ • طالبت بتدخل عاجل لأعلى سلطة رياضية الأمير نواف بن فيصل لإنقاذ رياضة المدينةالمنورة.. ماذا تنتظر منه بالتحديد؟ • من أهم أهداف الأمير نواف منذ تربعه على قمة هرم الرياضة السعودية السعي للتطوير، وكنت اقترحت أن يتم تشكيل لجنة مسؤولة عن تطوير الرياضة في المناطق، وكوني أحد أبناء المدينةالمنورة تمنيت أن تبدأ فكرة التطوير لرياضة المدينةالمنورة من خلال لجنة مشكلة من نخبة من أبناء المدينةالمنورة المقيمين فيها، لدراسة المعوقات التي تعيق تطور رياضة المدينةالمنورة من الناحيتين العملية والفكرية والتحقق من بعض الاتهامات الخطيرة التي سمعناها من بعض الموجودين داخل المدينةالمنورة، ولو تم تشكيل مثل هذه اللجنة في كل منطقة تعاني من التطوير الرياضي وتكون مرتبطة مباشرة بمكتب الرئيس العام فالنتائج من تشكيل هذه اللجان ستكون كفيلة بإذن الله بإعادة توهج فرق كان لها صولات وجولات ومع الأسف الشديد اختفت منذ سنوات عن خارطة الرياضة السعودية، فمثلا أين الكوكب، النجمة، الجبلين، سدوس، والروضة، وغيرها من الأندية التي أتحفتنا بمستويات عالية علاوة على ذلك إثراء المنتخبات السعودية بشكل أوسع لمواهب تدفن في الخفاء نتيجة الفكر الإداري العقيم في بعض الأندية التي لا تسعى للتطوير.