كشف السفير عبد المنعم الهوني سفير ليبيا في القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية ل «عكاظ» عن تقديم استقالته احتجاجا على إعلان برقة إقليما مستقلا عن البلاد، محملا المجلس الانتقالي الليبي مسؤولية ما جرى خصوصا في ظل الانقسام بينه وبين المجلس التنفيذي، واصفا الانتقالي بالضعيف والعاجز عن إدارة شؤون البلاد. وقال إن شيوخ القبائل الذين اجتمعوا في بنغازي أمس الأول، وقرروا الانفصال لا يدركون خطورة ما يفعلون، موضحا أن هذا الأمر يهدد وحدة ليبيا والمنطقة العربية عموما. وأضاف الهوني، أنه في الوقت الذي يتحتم على الليبين لم الشمل وعقد مصالحة وطنية، وجدنا أن كل طرف يبحث عن مصالحه الضيقة والشخصية، فالناس تضحي من أجل الأوطان والليبيون يقسمون بلدهم. وحول ما قاله رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل إن إعلان انفصال ليبيا مؤامرة، أوضح الهوني أنه ما من مؤامرة على ليبيا، وإنما على الانتقالي أن يكون على مستوى المسؤولية في تحمل النتائج، معتبرا أن غياب القيادة المسؤولة أدى إلى مثل هذه الأفعال الانفصالية. من جهته، رأى سفير مصر السابق في ليبيا هاني خلاف في حديث ل«عكاظ» أن هذا الإجراء يمكن اعتباره بمثابة خطوة استباقية غير مدروسة، وربما كانت مجرد إعلان نوايا من جانب شيوخ القبائل للوقوف على طبيعة الإدارة المستقبلية للولاية وخصوصا بشأن الثروة والسلطة، متسائلا عن الأسباب التي دفعت إلى هذه الخطوة، خصوصا أن هناك ترتيبات لتشكيل جمعية تأسيسية ستعنى بكتابة الدستور الجديد للدولة الليبية، ومن ثم كان يتعين أن ينتظر أهل الولاية ما سوف تتمخض عنه هذه الجمعية. وحول القرار الذي أقدم عليه شيوخ الولاية فيما إذا كان بادرة انفصال، أفاد خلاف أن مثل هذا العمل يستوجب الحديث عن وزارات سيادية وعلم وعملة والسعي إلى اعتراف دولي وهو أمر لم يتضمنه الإعلان. وأضاف الدبلوماسي المصري الخبير بالشأن الليبي أن الدستور الليبي هو الذي يحدد شكل الدولة والصلاحيات الممنوحة للولايات، معتبرا أنه لا مانع من وجود صلاحيات لهذه الولايات في الشؤون الخدمية التي تشمل التعليم والصحة وجباية الضرائب وغيرها.